اسم الکتاب : الصراع بين الأمويين و مبادئ الاسلام المؤلف : داود، حامد حفنی الجزء : 1 صفحة : 42
اللواء فقال « 1 ) :
« يا بني عبد الدار نحن نعرف أنكم أحق باللواء منا . إنما أؤتينا ـ
يوم بدر ـ من اللواء . وإنما يؤتى القوم من قبل لوائها . فالزموا لواءكم
وحافظوا عليه . أو خلوا بيننا وبينه .
فغضب بنو عبد الدار وقالوا : نحن نسلم لواءنا ؟ لا كان هذا أبداً .
ثم أسندوا اللواء بالرماح واحدقوا به » .
وكانت هند زوج أبي سفيان لا تقل تحمساً عن زوجها في تأليب المشركين . وهي التي أغرت وحشياً على قتل عم النبي [2] .
ذلك جانب من جوانب تعبير الأمويين عن مقتتهم للدين الحنيف . فقد
شنوها ـ كما رأينا ـ حرباً شعواء لا هوداة فيها على النبي . ولم يثنهم
اندحارهم في بدر عن مواصلة الكفاح المرير ضد الإسلام ومعتنقيه . فوقعت أحد ـ
كما رأينا .
وكان الامويون وحلفاؤهم من المشركين أن يناولوا من الرسول فيها بعد
أن قتلوا عمه الحمزة ومثلوا به على شكل من الوضاعة قل أن يحدث في التاريخ .
1 ـ الواقدي : مغازي رسول الله ص 172 .
[2]ـ وكان وحشي عبدا لابنة الحارث بن عامر بن نوفل . وقد قتل
أبوها يوم بدر فقالت لوحشي إنك حر إن قتلت محمداً او حمزة أو عليا لانها لم
تر في المسلمين كفوءا لأبيها غيرهم .
ومن الانصاف للتاريخ أن نشير هناك إلى أن الحمزة لم يقتل نتيجة
لشجاعة وحشي بل لظروف استثائية غير متوقعة . فقد كان صائماً ، وكمن له وحشي
فقصده الحمزة فاعترض سبيله سباع ابن أم نمار فصرعه حمزة وأقبل إلى وحشي
فزلت قدمه فضربه وحشي فأرداه قتيلاً . فأقبلت هند فرحة فخلعت حليها وقدمتها
لوحشي .
ثم بقرت بطن حمزة وأخرجت كبده فمضغتها وقطعت مذاكيره وأذنيه وجدعت
أنفه . وكان ألم النبي على حمزة ممضا فوقف على جثته وقال : « ما وقفت
موقفاً قط أغيظ إلى من هذا ... أنني لن أصاب بمثلك أبداً » الواقدي : «
مغازي رسول الله » ص 221 | 222 .
اسم الکتاب : الصراع بين الأمويين و مبادئ الاسلام المؤلف : داود، حامد حفنی الجزء : 1 صفحة : 42