responsiveMenu
صيغة PDF شهادة الفهرست
   ««الصفحة الأولى    «الصفحة السابقة
   الجزء :
الصفحة التالیة»    الصفحة الأخيرة»»   
   ««اول    «قبلی
   الجزء :
بعدی»    آخر»»   
اسم الکتاب : الصراع بين الأمويين و مبادئ الاسلام المؤلف : داود، حامد حفنی    الجزء : 1  صفحة : 23

بعد أحد ـ تسوق بعيراً لها ، عليه جثة زوجها عمرو وجثة أخيها عبد الله ، وجثة إبنها خلاد .

فقالت لها عائشة : فأين تذهبين بهم ؟ قالت : إلى المدينة أقبرهم فيها ..

ثم أقبلت هند إلى رسول الله فقالت له : أدع الله عسى أن يجعلني معهم .

فعمرو بن الجموح خرج إلى الجهاد رغم إعفائه عن المساهمة في ذلك من الناحية الشرعية . وأراد أن يطأ بعرجته الجنة . فأخذ يتسابق ـ على ذلك ـ مع أحد بنيه حتى صرعا معاً .

وقد اصبح بذلك من التضحية في ذؤابتها .

أما زوجة هند فهي الأخرى قد سارت في طريق الخلود . فلم تكتفي باستشهاد زوجها وابنها وأخيها ـ وهو أمر لا تقوى على تحمله النساء ـ « حملهم على جملها من أحد إلى المدينة لدفنهم ، وهي جذلة متعالية » بل أرادت من الرسول أن يدعو لها باللحاق بهم .

كل ذلك طمسه الأمويون بالإضافة إلى طمسهم معالم الدين الأخرى كما سنرى .

ذلك ما يتصل بموقف العرب المسلمين من الأمم الاخرى في ضوء الدين الجديد .

أما ما يتصل بموقفهم من جاهليتهم فيمكننا أن نقول :

إن الدين الجديد قد استلزم ـ من الناحية النظرية على كل حال ـ إحداث تغييرات واسعة المدى وعميقة الغور في نظرة العربي لنفسه من حيث صلتها بالمجتمع الذي ينتمي إليه وبالكون الذي يعيش فيه .

كما إنه قد استلزم كذلك ـ من الناحية النظرية أيضا ـ إجراء تبدلات واسعة وعميقة في تصرفات العربي في المجالين الآنفي الذكر .

وبما أن دراستنا هذه منصبة ـ في جوهرها ـ على الجانب الأخلاقي للدين

اسم الکتاب : الصراع بين الأمويين و مبادئ الاسلام المؤلف : داود، حامد حفنی    الجزء : 1  صفحة : 23
   ««الصفحة الأولى    «الصفحة السابقة
   الجزء :
الصفحة التالیة»    الصفحة الأخيرة»»   
   ««اول    «قبلی
   الجزء :
بعدی»    آخر»»   
صيغة PDF شهادة الفهرست