اسم الکتاب : الصراع بين الأمويين و مبادئ الاسلام المؤلف : داود، حامد حفنی الجزء : 1 صفحة : 24
الجديد ـ بمقدار ما يتعلق الأمر بالأسرة الأموية ـ فسوف لا نتطرق للبحث في الدين الإسلامي ـ في جوانبه العقائدية ـ إلا عرضاً .
أي إننا سوف تقصر البحث في الجانب الأخلاقي ـ السياسي للأمويين في
ضوء مبادئ الدين الحنيف . ويمثل الجانب السلبي للأخلاق الإسلامية لجانب
الإيجابي لأخلاق العرب في جاهليتهم . أي أن كل تصرف نهى الدين العرب عن
تعاطيه يعتبر خلقاً عربياً جاهلياً أصيلا فيهم . وفي القرآن الكريم آيات
تصف الخلق العربي ـ في جانبيه الإسلامي والجاهلي ـ فتعبر جوانبها الإيجابية
عن الخلق العربي الإسلامي . على حين أن جوانبها السلبية تصف الخلق العربي
الجاهلي . وقد جعلنا محتويات تلك الآيات مقياساً لدراستنا لأخلاق الأمويين .
جاء في سورة الانعام : ﴿
قل تعالوا أتل ما حرم ربكم عليكم : ألا تشركوا شيئا ... ولا تقربوا
الفواحش ـ ما ظهر منها وما بطن ـ ولا تقتلوا النفس التي حرم الله إلا بالحق
... » وإذا قلتم فاعدلوا ولو كان ذا قربى . وبعهد أوفوا ... ﴾ [1]
وجاء في سورة الحجرات : ﴿ يا أيها الذين آمنوا إنا خلقناكم من ذكر وانثى وجعلناكم شعوباً وقبائل لتعارفوا إن أكرمكم عند الله أتقاكم ﴾ .
فاذا نظرنا إلى الآيات الآنفة الذكر في ضوء المجالين السالفين ـ
علاقة المسلم بالكون وبالمجتمع ـ امكننا أن نحدد الخلق الإسلامي تحديداً
دقيقاً . فتتلخص علاقة الإنسان بالكون في الإيمان بوحدانية الله .
أما علاقته بالآخرين فتبدو في الإقلاع عن الزنى والقتل ونكث العهد
والغدر وتجنب الظلم بشتى صوره . تلك هي ـ بنظرنا ـ الاسس التي يرتكز عليها
الإسلام في جوانبه الاخلاقية .
1 ـ وقد ورد شيء مشابه لهذا في سورة البقرة ، وآل عمران ، والنساء ، وهود ، ويونس ، والرعد ، في أكثر من موضع واحد .
اسم الکتاب : الصراع بين الأمويين و مبادئ الاسلام المؤلف : داود، حامد حفنی الجزء : 1 صفحة : 24