responsiveMenu
صيغة PDF شهادة الفهرست
   ««الصفحة الأولى    «الصفحة السابقة
   الجزء :
الصفحة التالیة»    الصفحة الأخيرة»»   
   ««اول    «قبلی
   الجزء :
بعدی»    آخر»»   
اسم الکتاب : الصراع بين الأمويين و مبادئ الاسلام المؤلف : داود، حامد حفنی    الجزء : 1  صفحة : 136

وكان مروان بن محمد يشرب ليلة الثلاثاء وليلة السبت [1] . »

للخمر كما لا يخفى مضار يتعدى أثرها شخص من يتعاطاها فينتظم الاخرين من ذوي العلاقة ـ من طرف قريب أو بعيد ، وبصورة مباشرة . ويتسع مجال ذلك الضرر باتساع مجال علاقات ذلك الشخص بغيره من الناس .

فكيف به إذا كان « امير المؤمنين » و « خليفة للمسلمين » !!!

لقد مر بنا القول أن من ملازمات الخمر الغناء والتبذل والخلاعة . والملوك السابقين ـ على يحدثنا الجاحظ ـ : تقاليد خاصة في هذا الباب .

غير أن الامويين قد أدخلوا على بعضها تحويراً استلزمته طبيعة استهتارهم بالدين وبالاخلاق . فمن أخلاق الملك عند الشرب : « أن يجعل ندماءه طبقات ومراتب ، وأن يخص ويعم ويقرب ويباعد ويرفع ويضع .. وليس من حق الملك أن يبرح مجلسه إلا لقضاء حاجة ... وليس له أن يختار كمية ما يشرب ولا كيفيتها . إنما هذا إلى الملك ... فلما ملك يزيد بن عيد الملك ساوى بين الطبقة العليا والسفلى من الندماء وأفسد أقسام المراتب .. وغلب عليه اللهو ... وهو أول من شتم في وجهه من الخلفاء على جهة الهزل والسخف [2] . »

ومن المحزن حقا أن يشجع « خليفة المسلمين » المساواة في التبذل والدعارة ويمنعها في المعاملة وتطبيق أسس الشريعة السمحاء . فلم يساو « الخليفة » بين المسلمين في العطاء ، ولكنه ساوى بين ندمائه في الموبقات ليرفع عن نفسه حواجز التبذل والاستهتار .

وروى الجاحظ كذلك ـ في معرض الموازنة بين تبذل الامويين بالنسبة


1 ـ الجاحظ « التاج في أخلاق الملوك » ص 151 ـ 154 .

[2]ـ المصدر نفسه » ص 21 ـ 30 .

اسم الکتاب : الصراع بين الأمويين و مبادئ الاسلام المؤلف : داود، حامد حفنی    الجزء : 1  صفحة : 136
   ««الصفحة الأولى    «الصفحة السابقة
   الجزء :
الصفحة التالیة»    الصفحة الأخيرة»»   
   ««اول    «قبلی
   الجزء :
بعدی»    آخر»»   
صيغة PDF شهادة الفهرست