2 ـ شرب الخمر
كان ولع الامويين شديدا بتعاطي شرب الخمر ، وما يتصل به من خلاعة وتبذل وغناء .
والخمر ـ كما لا يخفى ـ محرمة من الناحية الشرعية . جاء في سورة المائدة :
« يا ايها الذين آمنوا إنما الخمر والميسر ... رجس من عمل الشيطان فاجتنبوه لعلكم تفلحون . »
ولم يكتف الامويون بشرب الخمر بل اسرفوا وأدمنوا وأطلقوا لانفسهم الشريرة العنان في هذا الضرب من ضروب العبث وما يتصل به من موبقات .
وكان ملوكهم ـ في الشام والاندلس « باستثناء عمر بن عبد العزيز » يكثرون من شربه حتى بلغ بعضهم في شربه حدا يفوق الوصف .
فيزيد بن معاوية كان مدمنا ، وكان لا يمسي إلا سكران ولا يصبح إلا مخموراً .
كان عبد الملك بن مروان يسكر في كل شهر مرة حتى لا يعقل في السماء هو أو في الماء .
وكان الوليد بن عبد الملك يشرب يوما ويدع يوما .
وكان سليمان بن عبد الملك يشرب في كل ثلاث ليال ليلة .
وكان هشام يسكر في كل جمعة .
وكان يزيد بن الوليد والوليد بن يزيد يدمنان اللهو والشرب .
فأما يزيد بن الوليد فكان ـ دهره ـ بين حالين : سكر وخمار . ولا يوجد ابدا إلا ومعه إحدى هاتين .