اسم الکتاب : الصراع بين الأمويين و مبادئ الاسلام المؤلف : داود، حامد حفنی الجزء : 1 صفحة : 130
الفصل الخامس
جوانب أخرى من صراعهم مع الدين
لقد مر بنا الحديث عن قسم من جوانب الصراع الذي حدث بين
الامويين من جهة ومبادئ الدين الاسلامي من جهة أخرى . ونود ـ فيما تبقى من
هذه الدراسة ـ أن نشير بشيء من الايجاز غير المخل ، إلى جوانب أخرى من ذلك
الصراع الرهيب أتاح للامويين ، من الاسف الشديد ، أن يسيروا في حكمهم على
سياسة جاهلية مكشوفة ، هي والدين الاسلامي على طرفي نقيض . وتتلخص تلك
السياسة بجملة واحدة : هي الانصراف الكلي للحياة الدنيا ـ بأبشع صورها ـ
والتكالب على موبقاتها وملاذها الرخيصة على حساب الدين . نقول :
« الانصراف الكلي إلى الحياة بأبشع صورها » ولا نقول :
الانصراف إلى الحياة لأننا لا نجد تعارضا بين المثل العليا التي
جاء بها الدين ـ وبخاصة الجوانب الاخلاقية منها ـ وبين الحياة التي يمكن أن
يحياها الناس . ذلك لأن الدين يسعى ـ في جوانبه الخلقية ـ إلى رفع مستوى
الحياة ليسمو بها فوق المستوى البهيمي الذي ينغمس فيه كثير من الناس .
إي أن الدين ، بعبارة أخرى ، لا يتعارض إلا مع الجوانب المنحطة من
الحياة . فإذا سمت الحياة إلى المستوى الخلقي الذي يريده الدين زالت جوانب
التعارض بينهما .
وعلى هذا الاساس يمكن الجمع بين الدين والدنيا . وعلى الاساس نفسه يمكن الفصل بينهما .
فقد جمع الرسول بينهما وسار علي على منواله .
اسم الکتاب : الصراع بين الأمويين و مبادئ الاسلام المؤلف : داود، حامد حفنی الجزء : 1 صفحة : 130