اسم الکتاب : الصراع بين الأمويين و مبادئ الاسلام المؤلف : داود، حامد حفنی الجزء : 1 صفحة : 105
وأهل بيوتان وشرف ليسوا بناكثين ولا قاسطين ، فلم يكن رغبة من رغب
منا عنهم ؛ وعن صحبتهم إلا بقرارة الحق حيث جرعوها ولوعورته حيث أسلكوها
وغلبت عليهم دنياً مؤثرة وهوى متبع .
فلا تفخرن يا معاوية إن شددنا نحوك الرحال وأوضعنا إليك الركاب ..
فعظم على معاوية ما سمعه . وغضب ولكنه أمسك . وقال يا عبد الله : إنا لم
نرد بما قلناه أو نوردك مشرع ظما ولا أن نصدرك عن مكرع ري . ولكن القول قد
يجري بصاحبه إلى غير ما ينطوي عليه من الفعل .
ثم أجلسه معه على سريره ... وأقبل نحوه بوجهه يحدثه حتى قام وقام
معه عمرو بن مرة وعمرو بن صيفي الجهنيان . فأقبلا عليه بأشد العتاب وأمضه ،
يلومانه في خطيته وما واجه به معاوية .
فقال طارق : والله ما قمت بما سمعتماه حتى خيل إلى أن بطن الارض
خير لي من ظهرها عند سماعي ما أظهر من العيب والنقص لمن هو خير منه في
الدنيا والآخرة [1] .
فلم يكن طارق يرى ـ وهو على حق ـ أن أهل المعصية والطاعة ، وأهل
الفرقة والجماعة ـ أي الخصوم والانصار على السواء ـ سيان في الجزاء ، عند
ولاة العدل ، إلا حين رأى معاملة الامام للمسلمين بصورة عامة وموقفه من
النجاشي [2] ، ـ شاعره ـ بصورة خاصة . ولكن ذلك الموقف العادل ـ مع هذا ـ
قد أوغر صدر طارق وأثار حفيظة قومه على ما يقول . فقد كان قومه ـ على زعمه
ـ يتوقعون أن يغض الامام طرفه عن هفواتهم لاتصالهم به ووقوفهم معه أزاء
خصومه الذين انغمسوا في الموبقات إلى الاذقان .
1 ـ شرح نهج البلاغة 1 | 367 .
[2]ـ شاعر الامير ـ في الماضي ـ يقال مدير الدعاية في عهدنا ويتمتع عادة بامتيازات كثيرة معرفة من الناحيتين المادية والمعنوية .
اسم الکتاب : الصراع بين الأمويين و مبادئ الاسلام المؤلف : داود، حامد حفنی الجزء : 1 صفحة : 105