اسم الکتاب : البحث في رسالات عشر المؤلف : القدیري، محمدحسن الجزء : 1 صفحة : 258
يمكن الايجاد في مورده . نعم الامتنان يقتضي جعل اللطيف المنان عباده في
عذر عند طرو هذه العناوين .
و يؤيد ذلك بل يؤكده أن العجز في مورده عذر عقلي لمخالفة
التكليف الثابت
, لاقيد في الادلة الواقعية , ولا يكون أمر
العناوين المذكورة أشد من العذر العقلي . فالصحيح أن الرفع في جميع
العناوين المذكورة في الرواية عذرى , بمعنى أن الحديث يرفع
العناوين ادعاء , و المصحح لذلك عدم الالزام في الاتيان بالواقع كيف
كان فكأنه لم يكن واقع , و المكلف معذور من قبل الشارع في مخالفته .
و ان شئت قلت المصحح للرفع الادعائي في ما لا يعلمون عدم ايجاب
الاحتياط , و في مورد النسيان عدم ايجاب التحفظ , و في غيره عدم ايجاب
الاهتمام بالامتثال , كيف كان و جامع ما ذكر أن حديث الرفع ناظر
الى جعل المكلف في العذر في مخالفة الواقع .
ففي الكلام ادعاء ان ( أحدهما ) في إطلاق الرفع مع أنه لم يرفع
واقعا . ( و ثانيهما ) تعلق الرفع بالعناوين مع أنها غير قابلة للرفع ,
و يكفي ما ذكرنا في تصحيح كلا الا دعاءين . و من هنا ظهر أن المناسب
للاستعمال كلمة الرفع لا الدفع
, فلا تصل النوبة الى توجيه هذا
الاطلاق بما ذكروا ولا سيما المرحوم النائيني ـ قدس سره ـ مع أن فيه
ما فيه فلاحظ , ولا حاجة الى ما أفاده استاذنا المحقق ـ مدظله ـ من أن
الرفع بلحاظ شمول خطاب القانون للموارد و غير ذلك مما أفادوا فيه .
إن قلت : جعل المكلف في العذر إنما يتم في الاحكام التكليفية , و
أما الاحكام الوضعية فلا معنى لذلك فيه و إطلاق الدليل يشمل كلا
الحكمين , فلابد من الالتزام بالرفع واقعا ولو في الجملة .
قلت : الاحكام الوصعية على أنحاء : ( منها ) ما هو مترتب على
المعاملات بعد تحققها كالملكية و الزوجية و نحو ذلك لا الصحة و الفساد
لعدم قابليتهما
اسم الکتاب : البحث في رسالات عشر المؤلف : القدیري، محمدحسن الجزء : 1 صفحة : 258