اسم الکتاب : البحث في رسالات عشر المؤلف : القدیري، محمدحسن الجزء : 1 صفحة : 257
النتيجة ثبوت حكمين في المورد حكم أولي و حكم ثانوى , مثلا لو اكره على
شرب الخمر فمن حيث إنه شرب الخمر حرام و من حيث إنه مكره عليه مرفوع
والجمع بين الامرين يقتضي ثبوت الحكم الواقعي و كون الرفع عذرا على
المكلف لا تقييدا في الواقع .
3 ـ يؤيد ذلك حكمهم بالتفصيل في مورد الاكراه على الافطار في
شهر رمضان بأنه
لو اكرهه عليه بحيث لم يصدق عليه عنوان الافطار
العمدى لا يبطل الصوم و إلا يبطل
, فان قضية عموم الرفع لو كان
تقييدا في الادلة , الصحة حتى في مورد الثاني , و هكذا حكمهم بثبوت
بعض الكفارات حتى في مورد الاكراه بل النسيان , فليراجع .
و أما ما أفاده سيدنا الاستاذ ـ مدظله ـ من أنه لا موجب لرفع اليد
عن ظهور الرفع في الرفع الواقعي ففيه ( أولا ) لابد له من الالتزام
بالرفع الواقعي في الشبهات الموضوعية أيضا , والقول باختصاص الحرمة
بالمعلوم الخمرية مثلا بعين الدليل , و التصويب المستحيل أو الباطل
هو التصويب في الاحكام لا في الموضوعات . ( و ثانيا ) قد عرفت
أن الرفع الواقعي خلاف الظاهر بالوجوه المتقدمة .
و أما ما ذكرنا في وجه ما أفاده من أن العقل حاكم بما ذكر و
الحديث إرشاد الى ذلك قلت : ( أولا ) لو كان الامر كما ذكر لما صح
الامتنان و لما كان ذلك مختصا بهذه الامة . ( و ثانيا ) العقل غير
حاكم بالرفع في غير مورد العجز عن غير اختيار و في مورده أيضا لايحكم
بالرفع واقعا بل يحكم بالمعذورية في مخالفة الواقع , و أما في غير ذلك
فلا مانع عقلا من وجوب تحمل الضرر في مورد الاكراه
أو الاضطرار و
ايجاب التحفظ في مورد النسيان لئلا يحصل . و وجوب الاتيان بما لا
يطاق فان عدم الطاقة غير العجز والاول بمعنى المشقة الشديدة التي يمكن
طرو مرض أو ضرر بل موت على المتحمل لهذه المشقة . و الثانى لا
اسم الکتاب : البحث في رسالات عشر المؤلف : القدیري، محمدحسن الجزء : 1 صفحة : 257