responsiveMenu
صيغة PDF شهادة الفهرست
   ««الصفحة الأولى    «الصفحة السابقة
   الجزء :
الصفحة التالیة»    الصفحة الأخيرة»»   
   ««اول    «قبلی
   الجزء :
بعدی»    آخر»»   
اسم الکتاب : الإمام المهدى« عليه السلام» و الظواهر القرآنية المؤلف : السند، الشيخ محمد    الجزء : 1  صفحة : 48

الخفاء والسرّية والستار، فإنَّ موسى ترعرع في أحضانهم وبين أيديهم لكنَّهم لا يشعرون به، فهي إذن غيبة خفاء، غيبة هوية، غيبة ستر وستار، لا غيبة انعدام ومزايلة عن الحضور، فلو فُسّرت الغيبة بمعناها الصحيح كما في غيبة النبيّ موسى فهو في مدين يستنبئ أنباءهم، وربَّما يقرب من ذلك كيفية إيعازه لجملة من البرامج الإلهية في المجتمع الفرعوني ومجتمع بني إسرائيل والأقباط هناك، فإذن ليست هي ابتعاد ومزايلة عن التأثير في ساحة الحدث، بالعكس هو نوع من الخفاء والسرّية في العمل والنشاط فلا يكون هناك أيّ تقاطع أو أيّ تصادم بين الحجّية و المسؤولية التي توكل إلى ذلك الوليّ والحجّة من حجج الله، بل يكون هناك تمام الملائمة وتمام النسق والتأثير المتبادل، وستكون حينئذٍ مسؤولية الخفاء هي أفضل فرصة لقيام ذلك الحجّة بما يُعهد إليه من مسؤولية ومن برامج إصلاح وما شابه ذلك، وسيكون الخفاء والغيبة أنشط لدوره، وأكثر فاعلية وتأثيراً، بخلاف ما لو فسَّرناها بأيّ معنى خاطئ، وللأسف أنَّه قد استشرى هذا المعنى الخاطئ في أذهان الكثيرين، وهو أنَّ معنى الغيبة النأي والمزايلة والابتعاد والجمود وعدم التصدّي للأحداث وتدبير الأمور، وكيف يلائم هذا المعنى الخاطئ للغيبة الحجّة الفعلية للنبيّ موسى؟ وهو من أولي العزم، وحجّة لله، وموعود بأنَّه هو المنتظر المصلح المنقذ للبشرية من الأنظمة الفرعونية، فكيف يكون حينئذٍ معطّلًا؟! فالتعابير القرآنية السابقة تظهر مجمل حركة النبيّ موسى قبل إعلان دعوته في العلن، أنَّها كانت دوماً في حالة خفاء، دخوله، خروجه، ترعرعه، نشوؤه، نموّه، وهذا ليس من الأسطوريات؟! حاشا لأفعال الله تعالى ولرسل الله تعالى عن ذلك، وإنَّما هي في صلب خضم التدبير الإلهي الحكيم النافذ البالغ الحكمة،

اسم الکتاب : الإمام المهدى« عليه السلام» و الظواهر القرآنية المؤلف : السند، الشيخ محمد    الجزء : 1  صفحة : 48
   ««الصفحة الأولى    «الصفحة السابقة
   الجزء :
الصفحة التالیة»    الصفحة الأخيرة»»   
   ««اول    «قبلی
   الجزء :
بعدی»    آخر»»   
صيغة PDF شهادة الفهرست