responsiveMenu
صيغة PDF شهادة الفهرست
   ««الصفحة الأولى    «الصفحة السابقة
   الجزء :
الصفحة التالیة»    الصفحة الأخيرة»»   
   ««اول    «قبلی
   الجزء :
بعدی»    آخر»»   
اسم الکتاب : الإمام المهدى« عليه السلام» و الظواهر القرآنية المؤلف : السند، الشيخ محمد    الجزء : 1  صفحة : 47

تلاؤم حجّية النبيّ موسى عليه السلام نبيّاً مع غيبته:

ولسائلٍ أن يسأل: هل هناك تنافٍ وتقاطع بين نصب الله عز وجل حجّة من حججه مصلحاً ومنجياً وموعوداً منتظراً في تلك الحقبة وبين غيبته؟ سيّما أنَّ هذه الغيبة الثانية كما مرَّ بنا الحديث بيَّنت ومن خلال سورة القصص أنَّه لمَّا توجَّه تلقاء مدين مكث ما يربو ويزيد على العشرة، وكان ذلك أجلًا ثانياً في غيبة النبيّ موسى، والتقى فيها مع النبيّ شعيب، وكانت محطّة لقاء حجج الله ومجموعة من أصفياء الله مع بعضهم البعض في تدبير الأمور الإلهية، النبيّ موسى هو من أولي العزم ورسول مبعوث وصاحب شريعة، وهو أيضاً في البشارات الإلهية موعود به المنجي والمنقذ لبني إسرائيل من براثن أنظمة الفراعنة، فكيف يتلائم هذا مع الغيبة؟! أليس هناك تقاطع؟ أليس هناك تدافع؟

هذه الإثارات والتساؤلات ناجمة ومنبعثة من فهم خاطئ لمعنى الغيبة، وقد مرَّ بنا أنَّ معنى الغيبة ليست هي عدم وجود النبيّ موسى في ساحة الحدث، وليس معنى الغيبة مزايلة النبيّ موسى عن موقعيته في التأثير في الأحداث، ولا نأيه ولا ابتعاده عن التصدّي لمجمل الأمور، فهذا معنى خاطئ للغيبة، وهكذا معنى الغيبة للإمام المهدي عليه السلام، فالبعض وربَّما من أتباع مدرسة أهل البيت فضلًا عن المدارس الإسلاميّة والملل والنحل الأخرى ربَّما ينساق إليهم معنى الغيبة بمعنى النأي والابتعاد عن مجمل المسؤولية أو التدبير أو الاضطلاع بكامل البرنامج الإلهي.

فنقول: ليس ذلك هو معنى الغيبة، فتارةً تكون الغيبة في مقابل الحضور كقولنا: غاب وحضر، وتارةً الغيبة تكون مقابل الظهور، وهي التي تتَّخذ معنى‌

اسم الکتاب : الإمام المهدى« عليه السلام» و الظواهر القرآنية المؤلف : السند، الشيخ محمد    الجزء : 1  صفحة : 47
   ««الصفحة الأولى    «الصفحة السابقة
   الجزء :
الصفحة التالیة»    الصفحة الأخيرة»»   
   ««اول    «قبلی
   الجزء :
بعدی»    آخر»»   
صيغة PDF شهادة الفهرست