responsiveMenu
صيغة PDF شهادة الفهرست
   ««الصفحة الأولى    «الصفحة السابقة
   الجزء :
الصفحة التالیة»    الصفحة الأخيرة»»   
   ««اول    «قبلی
   الجزء :
بعدی»    آخر»»   
اسم الکتاب : التوحيد في المشهد الحسيني و انعكاسه على خارطة مسؤوليات العصرالراهن المؤلف : السند، الشيخ محمد    الجزء : 1  صفحة : 55

الذهب والفضّة؛ لأنَّه جاهل بهما، أمَّا عليٌّ فَهُوَ مُتجاهل لهما- وليسَ جاهل بهما- أو بالأحرى مُتعالٍ عليهما، ولذلك سماهما بذلك الأسم.

وهكذا الحسين (ع)- كَانَ أُمَّة قانتاً لله حنيفاً ولم يكُ مِنْ المشركين- فلم تبدو منه التفاتة للدُّنيا، ولم يظهر منه قيد شعرة مِنْ فتور، فقدْ طلّق الدُّنيا كجده وأبيه وأمه ووأخيه، وأيضاً طلَّق الهزيمة والتراجع والضعف والخنوع والذلة، فإنَّ عدوه لمْ يترك له خياراً فقدْ «ركز بين اثنتين- كما يصف ذلك الحُسين (ع)- بين السِّلة والذِّلة، وهيهات منّا الذِّلة» [1] بلْ لنا العزة لأنَّها لله ولرسوله وللمؤمنين، الحسين (ع) قال هيهات منّا الذِّلة، ولم يقل إنّي اخترت الموت، لأنَّ الموت وإنْ كَانَ هُوَ الخيار الوحيد الذي جُعِلَ مِنْ قبل العدو، ولكن الحسين (ع) حتّى هَذا الخيار الوحيد كَانَ لا يختاره بكيفية الذلّة، بلْ يختار العِزّة فِي كيفية وقوعه، يختار أبواب الرحمة الإلهية الواسعة العديدة.

إنَّها شقشقة:

وَرَدَ في الأثر أنَّ النَّبي مُحمَّد (ص)- في قوله لعليٍّ (ع)- قال: «لَيسَ الشديد بالصرعة الشديد مِنْ يملك نفسه عِنْدَ الغضب» [2]. أيّ إنَّ الإنسان يُسمّى شديداً إذا ملك أعصابه عِنْدَ الغضب وليسَ الشديد هُوَ مِنْ يصرع الأبطال ويناوش الذؤبان،


[1] مثير الأحزان: 40؛ اللهوف: 59.

[2] الموطأ: ج 2، 906؛ الديباج عَلَى مُسْلِم: ج 119: 3.

اسم الکتاب : التوحيد في المشهد الحسيني و انعكاسه على خارطة مسؤوليات العصرالراهن المؤلف : السند، الشيخ محمد    الجزء : 1  صفحة : 55
   ««الصفحة الأولى    «الصفحة السابقة
   الجزء :
الصفحة التالیة»    الصفحة الأخيرة»»   
   ««اول    «قبلی
   الجزء :
بعدی»    آخر»»   
صيغة PDF شهادة الفهرست