responsiveMenu
صيغة PDF شهادة الفهرست
   ««الصفحة الأولى    «الصفحة السابقة
   الجزء :
الصفحة التالیة»    الصفحة الأخيرة»»   
   ««اول    «قبلی
   الجزء :
بعدی»    آخر»»   
اسم الکتاب : التوحيد في المشهد الحسيني و انعكاسه على خارطة مسؤوليات العصرالراهن المؤلف : السند، الشيخ محمد    الجزء : 1  صفحة : 54

الموقف الرهيب الذي ينسي الإنسان المؤمن كُلّ شي‌ء، وَهُوَ موقف قُدْرة وهيمنة وسيطرة مِنْ جهة وموقف سرور، وتعجل بالخير وإدخال السرور عَلَى قلوب المؤمنين، بلْ وحتّى الملائكة والملأ الأعلى مِنْ جهة أخرى.

ولنا أنْ نتصوّر كيف كَانَ المُسْلمون يُراقبون الموقف ويتعجّلون علي (ع) في قتل ابن ودّ كي يخرجوا مِنْ المضيق الصعب الذي امتحنوا فيه.

وكأنَّ عليّ (ع) يجيبهم: كلا وألف كلا، إنِّي قانت لربي، ولم أكُ مِنْ المشركين شاكراً لأنعمه، أجتباني وهداني إلى صراط مستقيم، لا أقتل إلّا له وحده جَلَّ جَلَالَهُ.

كَانَ (ع) أُمَّة في تحمّله المسؤولية، وفي حركته، يحمل الإنسانية وهمومها بين جنبيه حين يقاتل، وحين يأكل ويشرب، حين ينام، وحين تولّى زمام الحُكومة الظاهرية، فالذهب والفضة اللذان تقاتلت عليهما الشعوب والأُمم، وأُزهقت فيهما النفوس يسميهما (صفراء وبيضاء)!!؟؟ «يا صفراء ويا بيضاء غُرّي غيري» [1]، بلْ قال ذلك للدُّنيا بأجمعها: «لَا حَانَ حينُكِ، هيْهَات! غُرِّي غَيْرِي، لَا حاجَةَ لِي فيِكِ، قَدْ طَلَّقْتُكِ ثَلَاثاً لَا رَجْعَةَ فِيهَا» [2].

وَمِنْ طريف ما يُقَال مِنْ الكلام أنَّ الصبي رُبَّما يُطلق كلمة صفراء وبيضاء، لو راى دراهم الفضة ودنانير الذهب؛ لأنَّه لا يعرف قيمة ومنفعة


[1] الأمالي: 357؛ الغارات، لإبراهيم بن مُحمَّد الثقفي: ج 179: 1؛ روضة الواعظين: 117.

[2] نهج البلاغة: ج 17: 4؛ شرح الأخبار: ج 2، 392؛ كنز الفوائد: 270.

اسم الکتاب : التوحيد في المشهد الحسيني و انعكاسه على خارطة مسؤوليات العصرالراهن المؤلف : السند، الشيخ محمد    الجزء : 1  صفحة : 54
   ««الصفحة الأولى    «الصفحة السابقة
   الجزء :
الصفحة التالیة»    الصفحة الأخيرة»»   
   ««اول    «قبلی
   الجزء :
بعدی»    آخر»»   
صيغة PDF شهادة الفهرست