اسم الکتاب : التوحيد في المشهد الحسيني و انعكاسه على خارطة مسؤوليات العصرالراهن المؤلف : السند، الشيخ محمد الجزء : 1 صفحة : 56
وَمِنْ
المواقف الواضحة والجليّة لامتلاك عليّ (ع) نفسه عِنْدَ الغضب حين بصق في وجهه
المبارك ابن عبد ودّ العامري، فتركه برهة مِنْ الزمن حتّى سكت عَنْ أميرنا الغضب
فقتله لله.
لكن
الموقف الآخر الأصعب والأكثر غموضاً هُوَ حين غصبت منه الخلافة، لأنَّه ملك نفسه
لسنين طويلة وعديدة لا يطيقها ولا يتحمّلها لا ملك مقرب، ولا نبي مرسل، حيث رأى
تراثه نهباً، وَهُوَ البطل الضرغام الذي لا يشقّ له غبار.
والخطبة
أوضح مِنْ أنْ نُعَلّق عليها فهُنا الإمام يُبيّن جانب الصبر، وَيَبيِّن كيف مسك
أعصابه، وصبر مَعَ طول المُدّة وليسَ فقط ذلك، بلْ صبر عَلَى ما أحدث بَعْدَ رسول
الله (ص) مِنْ تحريف للدين، فهُنا تظهر الشدّة مَعَ قُوّة وشدة الغضب كي يتسنى
لَهُ حسن المعالجة والإدارة لدفع سلبيات الحدث، والقُدرة عَلَى إدارة الأزمات ممّا
كَانَ يديرها في زمن رسول الله (ص) معه (ص)، شعاره