responsiveMenu
صيغة PDF شهادة الفهرست
   ««الصفحة الأولى    «الصفحة السابقة
   الجزء :
الصفحة التالیة»    الصفحة الأخيرة»»   
   ««اول    «قبلی
   الجزء :
بعدی»    آخر»»   
اسم الکتاب : التوحيد في المشهد الحسيني و انعكاسه على خارطة مسؤوليات العصرالراهن المؤلف : السند، الشيخ محمد    الجزء : 1  صفحة : 420

و يرغم كلّ ذلك لم يكن عليه السلام مستسلما لتلك الظروف، بل كان في قمّة الحيويّة و النشاط.

الإيمان بالبداء في النتائج و التداعيات المترتبة علي الحدث‌

24. إنّ النتائج و التداعيات المترتّبة علي الحدث غير محسومة سلفا و مسبقا، و التفاصيل الأخري المتولّدة من الحدث الخارجة عن حاقّ الواقعة كذلك المجال فيها ممكن للحركة و الحراك و السعي بلحاظها لإنجاز أكبر قدر من الاهداف العالية، فلا يأس و لا إياس، بل عنفوان رجاء ملؤه تفاؤل بالخير و الأمل، و هذه معرفة غائرة بالتوكّل علي الله تعالي والرجاء لرحمته تفوق الإيمان بالقضاء و القدر.

25. التفاصيل ممّا يتطرّق إليها البداء و التغيير، فلا بدّ من الخوف و اليقظة و الحذر، و هذا ممّا يوجب الحيويّة و النشاط في الحراك رغم أنّ الظفر و النصر محتوم، إلّا أنّه لا يوجب ترك تحمّل المسؤليّة، و هذا معني ظريف تفسيري لقاعدة جبر و لا تفويض، أي» لا جبر في التفاصيل، رغم أنّه لا تفويض في أصل الحدث و أصل و أصل الوقوع و الواقعة.

26. هذا المعني تفسير توحيدي لقاعدة الزهد التي قال عنها أمير المؤمنين عليه السلام: إنّها مشروحة في قوله تعالي:(لِكَيْلا تَأْسَوْا عَلى‌ ما فاتَكُمْ وَ لا تَفْرَحُوا بِما آتاكُمْ وَ اللَّهُ لا يُحِبُّ كُلَّ مُخْتالٍ فَخُورٍ) [1] أي: لا تفرحوا بحتمية النصر و تتركوا الخوف و الحذر و اليقظة، كما لا تأسوا من حتمية البلاء فتتركوا و الحراك و الرجاء في تحسين التنائج و التفاصيل.


[1]. الحديد: ايد 23.

اسم الکتاب : التوحيد في المشهد الحسيني و انعكاسه على خارطة مسؤوليات العصرالراهن المؤلف : السند، الشيخ محمد    الجزء : 1  صفحة : 420
   ««الصفحة الأولى    «الصفحة السابقة
   الجزء :
الصفحة التالیة»    الصفحة الأخيرة»»   
   ««اول    «قبلی
   الجزء :
بعدی»    آخر»»   
صيغة PDF شهادة الفهرست