responsiveMenu
صيغة PDF شهادة الفهرست
   ««الصفحة الأولى    «الصفحة السابقة
   الجزء :
الصفحة التالیة»    الصفحة الأخيرة»»   
   ««اول    «قبلی
   الجزء :
بعدی»    آخر»»   
اسم الکتاب : التوحيد في المشهد الحسيني و انعكاسه على خارطة مسؤوليات العصرالراهن المؤلف : السند، الشيخ محمد    الجزء : 1  صفحة : 419

الذي مارسه أصحاب الكهف، كذلك الخضر عليه السلام حينما جاء إليه موسي عليه السلام يتعلّم منه.

20. تلاقي موسي و الخضر عليهما السلام و إنّ كان و عدا إلهيّا و قدرا محتما و قضاء مبرما، إلّا أنّ ذلك لم يدع موسي و الخصر عليهما السلام بيتوانيان عن نحمّل أعلي المسؤوليّة و إتيان قمّة النشاط، و مراعاة أشدّ الحذر و أدقّ الترقّب، مع أنّ الخضر قد رب من عين الحياة و المضمون البقاء إلي يوم الظهور المقدّس للإمام عجل الله تعالي فرجه الشريف إلّا أنّ حذره متصاعد حتّي مع مثل موسي نبي من أولي العزم.

21. هذه التقيّة من الإمام عجل الله تعالي فرجه الشريف و أصحابه، و البرنامج الأمني المكثّف ليس تشكيكا في وعد الله المحتوم بالنصر و العياذ بالله، و لا تشكيكا في قدرة الله، بل هو علي العكس تماما زيادة في الإيمان بمدي سعة القدرة و المشيئة الإلهيّة، و زيادة في المعرفة بمشيئة الله وسعة قدرته الّتي هي البداء.

22. لذلك المخلصون علي خطر عظيم و وجل كبير لتهيّبهم من سعة المشيئة و العلم و القدرة و البداء، فبقدر ما لديهم من رجاء و معرفة بالجمال لديهم خوف و معرفة بالجلال، و هو ما يشير إليه سيّد الشّهداء في دعاء عرفة: إلهي، إن اختلاف تدبيرك و سرعة طواء مقاديرك منعا عبادك العارفين بك عن السكون إلي عطاء و اليأس منك في بلاء [1]

23. قد جذّر ثقافة الأمل و النشاط ما ورد في زيارة الحسين عليه السلام أنّه كان أسير الكربات‌ [2] أي: إنّ تعقيد الظروف كان يحبط به من كلّ جانب،


[1]. المجلسي، محمد باقر، بحار الانوار ج 95 ص 225.

[2]. انر: الطوسي، محمد بن الحسن، مصباح المتهجد: ص 788، المشهدي، محمد بن جعفر (رحمه الله) المزار: ص 514.

اسم الکتاب : التوحيد في المشهد الحسيني و انعكاسه على خارطة مسؤوليات العصرالراهن المؤلف : السند، الشيخ محمد    الجزء : 1  صفحة : 419
   ««الصفحة الأولى    «الصفحة السابقة
   الجزء :
الصفحة التالیة»    الصفحة الأخيرة»»   
   ««اول    «قبلی
   الجزء :
بعدی»    آخر»»   
صيغة PDF شهادة الفهرست