اسم الکتاب : التوحيد في المشهد الحسيني و انعكاسه على خارطة مسؤوليات العصرالراهن المؤلف : السند، الشيخ محمد الجزء : 1 صفحة : 421
التفاؤل
رجاء بسعة البداء
27. أحد أهم
تفاسير قول النّبيّ صلي اله عليه و سلم: تفاءلوا بالخير تجدوه
[1] هو إيجاده الخير بواطة التفاؤل، فيصبح المعني واضحا (تفاءلوا بالخير
توجدوه). فالتفاؤل حالة تكوينيّة تعيشها النفس و الروح، تصنع المعجزات في عالم
تدبير و إدارة الحدث في التكوين الخارجي، كما صنعته في عالم التكوين الباطني
للنفس، و ليس الأمر مختصا بالأفراد، بل هو حتّي علي صعيد المجتمعات و علي صعيد
الدول و الحكومات.
28. ليس
التفاؤل علي إطلاقه ممدوحا، فهناك مواطن يذم فيها التفاؤل، و هي المواطن الّتي
ينبغي فيها لحذر و الخوف من سخطه تعالي- مثلا- و نحوها، فينبغي التعرّف علي تلك
المواطن، فإنّ مواضع العفو والرحمة تغاير مواضع النكال و النقمة الإلهيّة، و هي
مواقع تكوينيّة لا يمكن أن يمتزج بعضها بالبعض الاخر، كما في دعاء الافتتاح: أيقنت
انّك أنت أرحم الراحمين في موضع العفو و الرحمة، و أشدّ المعاقبين في موضع النكال
و النقمة .... [2]
29. تبليغ
الولاية رغم عظمتها و خطورتها في الأمر الإلهي النازل علي النّبي صلي الله عليه و
اله، إلّا أنّ ذلك لم يدفع بالنبي صلي الله عليه و اله إلي الاندفاع في الحركة و
الحراك من دون تدبير و تخطيط في توخّي الأفضل في المساحة المفتوحة، بعد أن لم يكن
الأمر مضيّقا موسّعا، حتّي جاء الأمر مرّة أخري بالفوريّة و التضييق، فترك
[1] الطباطبائي، محمد حسين، الميزان في تفسير
القران: ج 19، ص 77. الريشهري، محمّد، ميزان الحكمة: ج 3، ص 2353، كما ورد في قصّة
الحديبية و كذلك في قصة كتابه صلي الله عليه و اله الي خسرو برويز.