اسم الکتاب : التوحيد في المشهد الحسيني و انعكاسه على خارطة مسؤوليات العصرالراهن المؤلف : السند، الشيخ محمد الجزء : 1 صفحة : 131
فتح
الحسين أم حسين الفتح
قوله
تعالى:(إِنَّا فَتَحْنا لَكَ فَتْحاً مُبِيناً)[1]، هذهِ الآية نزلت في مشهد مُغاير لكلِّ التوقعات فقدْ نزلت في صلح
الحديبية، وبالتالي فهي تُشير إلى أنَّ الفتح الذي يُريده الله معنىً مغايراً لما
يفهمه عامّة الناس فإنَّ الفتح هُوَ التغيّر الحالي والمُستقبلي بالحسم لصاحب
الفتح، معركة بدر عَلَى عظمها وعظم نصرها، والَّتِي ربط بها النَّبي (ص) بقاء
الإسّلام وزواله، حَيْثَ قال (ص)- وقدْ رفع يده إلى السماء-: «اللَّهُمَّ إنَّكَ
إنْ تهلك هذهِ العصابة اليوم لا تُعبد بَعْدَ اليوم» [2].
رغم ذلك
القُرآن لمْ يسمّها فتحاً، فما هي الأبعاد الَّتِي حملها صلح الحديبية حتّى سمّاه
القُرآن فتحاً بَلْ وزاد فِي وصفه فتحاً مُبيناً رغم أنَّ الكثير مِنْ المُسْلمين
وخصوصاً المُشكّكين والمُرجفين يرونها هزيمة وفشل، فكيف يمايز ويقايس القُرآن
خلافاً لكلِّ الحسابات؟ هَذا لا يدركه إلّا لِمَنْ له علم وإحاطة وهيمنة عَلَى
الزمان والمكان والنفوس بلْ لكلِّ الكون في الدُّنيا والآخرة؛ في صورة ظلّ الخسارة
الظاهرية- بالصلح- تبدأ الولادة الجديدة وفي ظل تكفير المشركين وتكذيب أغلب
المُسْلمين وظنهم بالله الظنونا