responsiveMenu
صيغة PDF شهادة الفهرست
   ««الصفحة الأولى    «الصفحة السابقة
   الجزء :
الصفحة التالیة»    الصفحة الأخيرة»»   
   ««اول    «قبلی
   الجزء :
بعدی»    آخر»»   
اسم الکتاب : الدولة الاسلامية المؤلف : الفاضل اللنكراني، الشيخ محمد    الجزء : 1  صفحة : 73

«إيّاك ومساماة اللَّه في عظمته، والتشبّه به في جبروته» فهو يحذِّر منه و يذمّ عاقبته.

وتفيد هذه القضية معنى آخر يجعلنا نقف بصورة أعمق على المفهوم الذي أورده أمير المؤمنين عليه السلام، وهو أنّ قدراتنا مهما بلغت- وإن كانت هذه القدرة موظّفة في خدمة الإسلام وفي ظلّ الحكومة الإسلاميّة بغية تطبيق الأحكام الشرعية وإقامة العدل الإلهي ونشر الحقّ والقسط- فهي أيضاً ليست قدرة مستقلّة وقائمة بذاتها.

نعم، هي ليست قدرة ذاتية يعتنى بها وتتقوّم بنفسها، أو أنّها منبعثة من كياننا ووجودنا، بل هي كسائر القدرات الدنيوية التبعية وفي طول قدرة البارئ تبارك وتعالى، وهذا أمر مفروغ منه فليس لنا من قدرة في عرض القدرة الإلهية.

وإنّنا لنؤكّد هذا المعنى الذي نعيش الإيمان به على مستوى اليقين، بحيث نسند قدرتنا في أدنى الأعمال والحركات حتّى من قبيل الجلوس والقيام، ولذلك لاننفكّ نردّد «بحول اللَّه وقوّته أقوم وأقعد» [1] وإلّا فأين نحن من هذا القيام والقعود؟ فلولا حول اللَّه وقوّته لما صعد نَفَس ولا نزل.

إنّنا نؤمن بأنّ كلّ حول وقدرة للَّه‌وحده «لا حول ولا قوّة إلّاباللَّه» [2].

وعليه نخلص إلى أنّ كلّ قدرة نتمتّع بها في هذه الدنيا- فردية كانت أم اجتماعية- هي قدرة في طول القدرة الإلهية وظلّها.

فكلّ قدرة لدينا هي ذرّة يسيرة من تلك القدرة الإلهية الأزلية، وقد أُودعناها كأمانة ولا ندري إلى متى ستدوم ومتى تسلب منّا.

فهل بعد هذا لأحد أن يسلب اللَّه هذه القدرة ويرى لنفسه شمّة من جبروت اللَّه المختص به فيحسب أنّ قدرته في عرض القدرة الإلهية؟


[1]الوسائل: 6/ 361، أبواب السجود ب 13.

[2]الكافي: 2/ 425، 521، 523، 525 و 530.

اسم الکتاب : الدولة الاسلامية المؤلف : الفاضل اللنكراني، الشيخ محمد    الجزء : 1  صفحة : 73
   ««الصفحة الأولى    «الصفحة السابقة
   الجزء :
الصفحة التالیة»    الصفحة الأخيرة»»   
   ««اول    «قبلی
   الجزء :
بعدی»    آخر»»   
صيغة PDF شهادة الفهرست