responsiveMenu
صيغة PDF شهادة الفهرست
   ««الصفحة الأولى    «الصفحة السابقة
   الجزء :
الصفحة التالیة»    الصفحة الأخيرة»»   
   ««اول    «قبلی
   الجزء :
بعدی»    آخر»»   
اسم الکتاب : الدولة الاسلامية المؤلف : الفاضل اللنكراني، الشيخ محمد    الجزء : 1  صفحة : 72

الحالة، غاية ما في الأمر هناك نوع شبه كاذب وخيالي بعيد عن العقل و المنطق، ولذلك يستفاد هنا من مفردة «التشبّه» أي أنّنا نبيّن موضوعاً لا واقعية له فنتحدّث عن شيئين لا يتشابهان واقعاً، بل يروم الإنسان ليبدي التشابه الظاهري بين هذين الشيئين.

فنقول على سبيل المثال: «لقد أصبح الدهن ماءً من الحرارة» إلّاأنّنا نعلم بعدم وجود أيّ شبه واقعي بين الدهن والماء، بل حيث سال الدهن جعلنا بينه وبين الماء شبهاً، وأردنا أن نقول: إنّ هذا الدهن قد أصبح شبيه الماء ظاهرياً بفعل حالة السيولة والانسياب.

أو نقول: «طُرِح الخبز خارج المائدة فجَفَّ كالخشب».

هنا أيضاً ليس هناك من شبه حقيقي بين الخبز والخشب، بل قلنا بنوع من التشابه بين هذين الاثنين- الخبز والخشب- من ناحية الجفاف.

أو أن نقول: «إنّ هذا اللحم لم ينضج كما ينبغي فهو صلب كالبلاستيك».

فالواقع ليس هناك من شبه بين الاثنين، ولم نرد سوى عكس صلابة اللحم.

ففي هذه الحالات لا يوجد شبه بقدر ما هنالك نوع من التشبّه.

ونخلص ممّا سبق إلى أنّ معنى كلمة «التشبّه» واستعمالها اللغوي يكون حيث عدم وجود الشبه الواقعي بين شيئين، إلّاأنّه يراد إبراز وجود مثل هذا الشبه.

ولذلك اعتمد الإمام علي عليه السلام من خلال دقّة تصويره وروعة بيانه هذه المفردة بشأن الأفراد الذين يزعمون الجبروت ويحاولون التشبّه بأمر يعدّ من مختصّات الذات الإلهية المقدّسة.

فالمراد أنّه لا يسع أحد التشبّه حقّاً بمقام كبرياء اللَّه في جبروته وعظمته، أي ليس من شأن المخلوق أن يكون كالخالق قط، لكن لهذا المخلوق أن يعتقد بمثل هذا الشبه في ظنّه وزعمه فيخوض بإظهار هذا الأمر، فقد قال عليه السلام:

اسم الکتاب : الدولة الاسلامية المؤلف : الفاضل اللنكراني، الشيخ محمد    الجزء : 1  صفحة : 72
   ««الصفحة الأولى    «الصفحة السابقة
   الجزء :
الصفحة التالیة»    الصفحة الأخيرة»»   
   ««اول    «قبلی
   الجزء :
بعدی»    آخر»»   
صيغة PDF شهادة الفهرست