responsiveMenu
صيغة PDF شهادة الفهرست
   ««الصفحة الأولى    «الصفحة السابقة
   الجزء :
الصفحة التالیة»    الصفحة الأخيرة»»   
   ««اول    «قبلی
   الجزء :
بعدی»    آخر»»   
اسم الکتاب : الدولة الاسلامية المؤلف : الفاضل اللنكراني، الشيخ محمد    الجزء : 1  صفحة : 19

وبالطبع فالأوضاع لم تكن رتيبة على وتيرة واحدة طيلة السلطة الرومانية، بل كانت الاسكندرية تعيش حالة من النهوض وتتّجه نحو التقدّم والازدهار بين الفينة والاخرى‌؛ لتستعيد مكانتها العلمية والثقافية، إلّاأنّها سرعان ما تخفت وتتعثّر خطاها نحو السموّ والكمال كلّما أثيرت النعرات الدينية وما تفرزه من جدل وشجار.

ورغم كلّ ذلك فإن مصر كانت تتمتّع بتجربة علمية مشرقة وحضارة سامية، وقد جعلتها هذه المكانة العلمية الممتازة تتألّق من بين سائر المناطق الإسلامية.

ومن الطبيعي أن يكون الإمام علي عليه السلام عالماً بكلّ هذه الامور حين كتابته لذلك العهد التأريخي، كما كان يعلم إلى أيّ أرض عريقة وامّة متطلّعة قد بعث عضيده المقرّب مالك الأشتر، وما ينبغي أن يكون عليه حاكمها والبرامج والخطط التي لا بدّ أن يأخذها بنظر الاعتبار، ولذلك كان يوصي أهل مصر بمالك، كما كان يوصي مالكاً بأهل مصر.

فقد خاطبهم عليه السلام قائلًا: «إنّي بعثت إليكم سيفاً من سيوف اللَّه لا نابي الضربة، ولا كليلَ الحدّ، فإن استنفركم فانفروا، وإن أمركم بالمقام فأقيموا؛ فإنّه لا يُقدم ولا يحجم إلّابأمري، وقد آثرتكم به على نفسي» [1].

الأوضاع السياسية لمصر

لقد أشرنا خلال البحث عن الحضارة المصرية إلى الأوضاع السياسية والعلاقات القائمة بين مصر و سائر المناطق العالمية، فقد سيطر الاسكندر على هذه المنطقة قبل ألف سنة حين تمّ فتحها من قبل المسلمين، ثمّ حكمها خلفاؤه- ملوك البطالسة- لبضعة قرون، حتّى خضعت للسيطرة الرومانية بعد أن هزمت اليونان‌


[1]تأريخ اليعقوبي: 2/ 194.

اسم الکتاب : الدولة الاسلامية المؤلف : الفاضل اللنكراني، الشيخ محمد    الجزء : 1  صفحة : 19
   ««الصفحة الأولى    «الصفحة السابقة
   الجزء :
الصفحة التالیة»    الصفحة الأخيرة»»   
   ««اول    «قبلی
   الجزء :
بعدی»    آخر»»   
صيغة PDF شهادة الفهرست