responsiveMenu
صيغة PDF شهادة الفهرست
   ««الصفحة الأولى    «الصفحة السابقة
   الجزء :
الصفحة التالیة»    الصفحة الأخيرة»»   
   ««اول    «قبلی
   الجزء :
بعدی»    آخر»»   
اسم الکتاب : الدولة الاسلامية المؤلف : الفاضل اللنكراني، الشيخ محمد    الجزء : 1  صفحة : 18

جعلتها تعيش التألّق والافول إلى الحدّ الذي جعلها تشرف أحياناً على الاضمحلال والانهيار التامّ، حيث ذكر المؤرّخون أنّ مصر كانت خاضعة لعصور طويلة نسبياً- عصر الاسكندر وخلفائه- للسيطرة السياسية اليونانية، وتبعاً لذلك فقد كان هناك تفاعل وتداخل بين هاتين الثقافتين والحضارتين، غير أنّ الحضارة اليونانية- بعد ملوك البطالسة- آلت نحو السقوط والزوال، وما إن نشبت الحرب بين الروم واليونان وانتهت تلك الحرب لصالح الروم حتّى خضعت كافّة المناطق اليونانية بما فيها مصر والاسكندرية لنفوذ الروم.

ومنذ ذلك الوقت أصابت الحضارة المصريّة وأكاديمية علوم الاسكندرية حالة من الوهن والافول لعصور، ثمّ تعود لتنهض من سباتها أحياناً وتلتقط أنفاسها من جديد، حتّى حَلَّ القرن الخامس عشر الميلادي لتنشطر دولة الروم إلى شطرين هما: روماالشرقية وعاصمتها استانبول الحالية في تركية، وروما الغربية ومركزها روما الفعلية في إيطاليا، وتعتنق روما الشرقية الديانة النصرانية.

وممّا لاشكّ فيه أنّ النصرانية تركت بصماتها السلبية وآثارها الهدّامة على المدنية الرومانية واليونانية بما فيها الحضارة المصرية، بل إنّ ذلك هو الزمان الحقيقي الذي اتّجه فيه الغرب إلى الانهيار والزوال، الزمان الذي عرف باسم القرون الوسطى.

ومن جانبٍ آخر فإنّ روما الشرقية- التي كانت تحكم بقوة الحديد والنار- لم تأل جهداً في مناهضة العلم ومظاهر الثقافة الإنسانية من خلال انقيادها لتعاليم الكنيسة التي حرّفت الثقافة المسيحيّة ووجّهت لها أعتى الضربات؛ وذلك لأن الكنيسة ترى أنّ العلم والفلسفة وتعليمهما وتعلّمهما إنّما يتنافى ومبادئ الدين المسيحي، وعليه فقد كان يوصف بالانحراف والكفر ومعاداة اللَّه والكنيسة كلُّ من سار باتّجاه العلم والمعرفة.

اسم الکتاب : الدولة الاسلامية المؤلف : الفاضل اللنكراني، الشيخ محمد    الجزء : 1  صفحة : 18
   ««الصفحة الأولى    «الصفحة السابقة
   الجزء :
الصفحة التالیة»    الصفحة الأخيرة»»   
   ««اول    «قبلی
   الجزء :
بعدی»    آخر»»   
صيغة PDF شهادة الفهرست