responsiveMenu
صيغة PDF شهادة الفهرست
   ««الصفحة الأولى    «الصفحة السابقة
   الجزء :
الصفحة التالیة»    الصفحة الأخيرة»»   
   ««اول    «قبلی
   الجزء :
بعدی»    آخر»»   
اسم الکتاب : مدخل التفسير( طبع جديد) المؤلف : الفاضل اللنكراني، الشيخ محمد    الجزء : 1  صفحة : 70

بمكانهما إليه تعالى حين اختبآ، وإلى إثبات الجسميّة له تعالى بحيث يمكن له أن يتمشّى في الجنّة، ويرى على نحوها ما يرى الجسم، وبعد ذلك فهو صريح في عدم ثبوت الوحدانيّة له تعالى؛ فإنّ قوله: «صار كواحد منّا» صريح في عدم انحصار الإلوهيّة في فرد، وعدم اختصاص مفهوم الواجب بوجود واحد، مع أنّ نفس هذه القصّة- مع قطع النظر عن هذه الإشكالات- لا يقبل العقل والذوق مطابقتها للواقع، فهي بالوضع أشبه.

وانظر إلى القصّة الثانية الدالّة على أنّ إبراهيم- وهو من أكرم الأنبياء وأعظمهم- صار سبباً لأخذ فرعون زوجته، ولعلّ الوجه فيه هو الخوف، مع أنّه لا يتصوّر فيه خوف؛ لأنّ اتّصافها بزوجة إبراهيم لا يكاد يترتّب عليه أثر سوء حتّى يخاف منه، ويسوغ لأجله الكذب في دعوى الاختيّة، مع أنّه على تقديره كيف يرضى الفرد العادي في هذه الحال؛ وهي شدّة الخوف بذلك، فضلًا عن مثل إبراهيم الذي هو الأساس، والركن العظيم في باب التوحيد والشريعة، وقصّته في المعارضة مع عبدة الأصنام مشهورة؟ فانقدح من ذلك: أنّ ملاحظة القرآن من جهة المعارف الاعتقاديّة، والاصول الراجعة إلى المبدإ وأوصافه، والأنبياء وخصائصهم، ممّا يرشد إلى اتّصافه بالإعجاز، مع قطع النظر عن الجهات الكثيرة الاخر، الهادية إلى هذا الغرض المهمّ والمقصد العظيم.

القرآن وقوانينه التشريعيّة

من جملة وجوه الإعجاز الكثيرة رعاية القرآن في نظامه وتشريعه، ولا سيّما في المقايسة مع المقرّرات الرائجة في عصر نزول القرآن، وورود قوانينه وشرائعه، وتلك المقرّرات أعمّ من القوانين الشائعة بين الطائفة الوثنيّة التي تكون العمدة فيها

اسم الکتاب : مدخل التفسير( طبع جديد) المؤلف : الفاضل اللنكراني، الشيخ محمد    الجزء : 1  صفحة : 70
   ««الصفحة الأولى    «الصفحة السابقة
   الجزء :
الصفحة التالیة»    الصفحة الأخيرة»»   
   ««اول    «قبلی
   الجزء :
بعدی»    آخر»»   
صيغة PDF شهادة الفهرست