responsiveMenu
صيغة PDF شهادة الفهرست
   ««الصفحة الأولى    «الصفحة السابقة
   الجزء :
الصفحة التالیة»    الصفحة الأخيرة»»   
   ««اول    «قبلی
   الجزء :
بعدی»    آخر»»   
اسم الکتاب : مدخل التفسير( طبع جديد) المؤلف : الفاضل اللنكراني، الشيخ محمد    الجزء : 1  صفحة : 71

عبادة الآلهة المصنوعة، واتّخاذها شفعاءً إلى اللَّه تعالى‌ [1]، وبعد ذلك شيوع النهب والغارة بينهم، وابتهاجهم بإقامة الحروب والمعارك، وقتل الأنفس واغتنام الأموال‌ [2]، وشيوع الاستقسام بالأنصاب والأزلام، واعتيادهم شرب الخمر، واللعب بالميسر، وافتخارهم بذلك‌ [3]، والتزويج بنساء الآباء [4]، ودسّ البنات في التراب‌ [5]، كما حكاه القرآن بقوله- تعالى-: «وَإِذَا بُشّرَ أَحَدُهُم بِالْأُنثَى‌ ظَلَّ وَجْهُهُ‌ و مُسْوَدًّا وَ هُوَ كَظِيمٌ * يَتَوَ رَى‌ مِنَ الْقَوْمِ مِن سُوءِ مَا بُشّرَ بِهِ‌ى‌ أَيُمْسِكُهُ‌ و عَلَى‌ هُونٍ أَمْ يَدُسُّهُ‌ و فِى التُّرَابِ» [6].

ولكنّ البناء العملي غالباً إنّما كان على الدسّ والدفن في حال الحياة.

ومن القوانين الشائعة بين أهل الكتاب التابعين لكتب العهدين المحرّفة: أ نّ التوراة- مع كبر حجمها- لا يكون فيها مورد تعرّضت فيه لوجود القيامة، وعالم الجزاء على الأعمال أصلًا، مع أنّه من الواضح أنّ الغرض الأقصى والمطلوب الأوّلي في باب الأديان هو تأمين عالم الآخرة، والدعوة إلى الأعمال الحسنة التي يترتّب عليها الثواب والراحة، ودخول الجنّة.

وعليه: فكيف يمكن أن يكون كتاب الوحي خالياً عن التعرّض لمثل ذلك العالم، الذي لا تدركه الحواسّ، ويحتاج إلى التعرّض والهداية، وإراءة الطريق إليه، فضلًا عن الدعوة إلى الأعمال النافعة في ذلك العالم، الرابحة في سوقه؟! نعم، حرّضت التوراة الناس إلى الطاعة والتجنّب عن المعصية من جهة تأثير


[1] انظر بُلوغ الأرب في معرفة أحوال العرب: 2/ 197- 221.

[2] المصدر نفسه: 2/ 562.

[3] المصدر نفسه: 3/ 42- 70.

[4] المصدر نفسه: 2/ 52- 54.

[5] المصدر نفسه: 3/ 42- 44.

[6] سورة النحل 16: 58- 59.

اسم الکتاب : مدخل التفسير( طبع جديد) المؤلف : الفاضل اللنكراني، الشيخ محمد    الجزء : 1  صفحة : 71
   ««الصفحة الأولى    «الصفحة السابقة
   الجزء :
الصفحة التالیة»    الصفحة الأخيرة»»   
   ««اول    «قبلی
   الجزء :
بعدی»    آخر»»   
صيغة PDF شهادة الفهرست