responsiveMenu
صيغة PDF شهادة الفهرست
   ««الصفحة الأولى    «الصفحة السابقة
   الجزء :
الصفحة التالیة»    الصفحة الأخيرة»»   
   ««اول    «قبلی
   الجزء :
بعدی»    آخر»»   
اسم الکتاب : مدخل التفسير( طبع جديد) المؤلف : الفاضل اللنكراني، الشيخ محمد    الجزء : 1  صفحة : 340

الراسخون في العلم؟ لعدم قيام دليل على كون الآية من المحكمات التي تتّضح دلالتها ويفهم مرادها، كما لا يخفى.

فانقدح من جميع ذلك بطلان هذا الدليل الذي سُمّي بدليل الاعتبار، بل الاعتبار يساعد بل يدلّ على عدم التحريف‌ [1]؛ لما مرّ مراراً [2] من أنّ القرآن هي المعجزة الخالدة الوحيدة، وكان من حين النزول متّصفاً بهذه الصفة، معروفاً بين المسلمين بهذه الجهة؛ للتناسب بين استمرار الشريعة إلى يوم القيامة، وبين كون المعجزة هو الكتاب الصالح للبقاء والقابل للدوام، ومن الواضح في مثل ذلك الذي ليس له مثل، اهتمام المسلمين بحفظه في الصدور والكتب؛ ليبقى الدين ببقائه، وتحفظ الشريعة في ظلِّه، فكيف يمكن مع ذلك وصول يد التحريف إلى مقامه الشامخ وبلوغ الجناية إلى محلّه الرفيع؟! بل وكيف يمكن مع حفظ اللَّه الذي نزّله لغرض الهداية إلى يوم القيامة لجميع الامّة؟! وكيف يرتضي المسلمون بذلك؟ فالاعتبار دليل قطعيّ على عدم التحريف.

النتيجة:

وقد ظهر- بحمد اللَّه- من جميع ما ذكرنا في هذا البحث أ نّ دعوى التحريف- بالمعنى الذي عرفت‌ [3] أنّه محلّ البحث ومورد الكلام- مع أنّها مجرّد خيال ناشئ عن الاغترار بظواهر بعض الروايات من دون التأمّل في الدلالة، أو التتبّع والتفحّص في السند، أو عن بعض الجهات الاخر الذي مرّت الإشارة


[1] وقد ذكره المحدث النوري ثالث أدلّة القائلين بعدم تطرّق التغيير مطلقاً، في الباب الثاني من كتابه بعد دليلي الآيات والأخبار [339- 340]، وإنّما ذكر أدلّتهم مقدّمة لردّها.

[2] في ص 38- 40 و 146، 149، 172 و 289.

[3] في ص 199.

اسم الکتاب : مدخل التفسير( طبع جديد) المؤلف : الفاضل اللنكراني، الشيخ محمد    الجزء : 1  صفحة : 340
   ««الصفحة الأولى    «الصفحة السابقة
   الجزء :
الصفحة التالیة»    الصفحة الأخيرة»»   
   ««اول    «قبلی
   الجزء :
بعدی»    آخر»»   
صيغة PDF شهادة الفهرست