responsiveMenu
صيغة PDF شهادة الفهرست
   ««الصفحة الأولى    «الصفحة السابقة
   الجزء :
الصفحة التالیة»    الصفحة الأخيرة»»   
   ««اول    «قبلی
   الجزء :
بعدی»    آخر»»   
اسم الکتاب : مدخل التفسير( طبع جديد) المؤلف : الفاضل اللنكراني، الشيخ محمد    الجزء : 1  صفحة : 101

منصب إلهيّ، وعدم وقوع التحدّي بالإضافة إلى الكتابين.

وأ مّا عدم ثبوت الأمر الأخير؛ فلأنّ الإتيان بمثل الكتابين لا يكون بممتنع عادةً أصلًا، خصوصاً لو اريد الامتناع ولو اجتمع أزيد من واحد، كما هو ظاهر.

شبهة العجز عن المعارضة بسبب الخوف والتطبّع على القرآن‌

إنّ ما نراه ونقطع به هو: أنّ العرب لم تعارض القرآن، ولم تأت بما هو مثله ولو سورة منه، إلّاأ نّه لم يعلم أنّ عدم الإتيان كان مسبّباً عن عدم القدرة، وعدم الاستطاعة على الإتيان بمثله حتّى يتّصف القرآن معه بالإعجاز، فلعلّ عدم الإتيان كان معلولًا لجهات اخرى لا تعود إلى الإعجاز، ولا ترتبط به، بل الاعتبار والتاريخ يساعدان على ذلك؛ نظراً إلى أنّ العرب الذين كانوا معاصرين للدعوة، أو متأخّرين عنها بقليل، كان يمنعهم عن التصدّي لذلك والورود في هذا المجال، الخوف الناشئ من سيطرة المسلمين واقتدارهم، المانع عن تجرّي العرب على القيام بمعارضة القرآن الذي هو الأساس في الإسلام، وصدق النبوّة، وبعد انقراض الخلفاء الأربعة، وتصدّي الأمويّين للزعامة الإسلاميّة صار القرآن مأنوساً لجميع الأذهان، راسخاً في القلوب، ولم يبقَ معه للقيام بالمعارضة مجال.

والجواب: أ نّ عدم الإتيان بمثل القرآن في زمن النبيّ صلى الله عليه و آله وحياته لا يتصوّر له وجه، ولا يعقل له سبب غير العجز وفقدان القدرة؛ من دون فرق بين الزمان الذي عاشه صلى الله عليه و آله في مكّة المكرّمة، والزمان الذي عاشه صلى الله عليه و آله في المدينة المشرّفة: أمّا البرهة الاولى مع وقوع التحدّي فيها، فواضح من أنّه لم يظهر للإسلام في تلك البرهة شوكة، ولا للمسلمين مع قلّة عددهم اقتدار وسيطرة، بل كان الخوف ثابتاً لهم كما يشهد به التاريخ ويساعده الاعتبار، فما الذي منع الكفّار من العرب في هذه البرهة من الزمن عن الإتيان بمثل القرآن، مع أنّهم تشبّثوا بكلّ طريق إلى‌

اسم الکتاب : مدخل التفسير( طبع جديد) المؤلف : الفاضل اللنكراني، الشيخ محمد    الجزء : 1  صفحة : 101
   ««الصفحة الأولى    «الصفحة السابقة
   الجزء :
الصفحة التالیة»    الصفحة الأخيرة»»   
   ««اول    «قبلی
   الجزء :
بعدی»    آخر»»   
صيغة PDF شهادة الفهرست