responsiveMenu
صيغة PDF شهادة الفهرست
   ««الصفحة الأولى    «الصفحة السابقة
   الجزء :
الصفحة التالیة»    الصفحة الأخيرة»»   
   ««اول    «قبلی
   الجزء :
بعدی»    آخر»»   
اسم الکتاب : مدخل التفسير( طبع جديد) المؤلف : الفاضل اللنكراني، الشيخ محمد    الجزء : 1  صفحة : 100

والنواميس الطبيعيّة؛ فإنّ مثل كتاب «اقليدس» [1] وكتاب الشاعر والأديب الفارسي المعروف: «سعدي» يكون البشر عاجزاً عن الإتيان بمثله، فلا محيص حينئذٍ عن اتّصافه بكونه معجزاً؛ لعدم الفرق بينه وبين القرآن، فلا وجه لاتّصافه بكونه كذلك، كما هو ظاهر.

والجواب: أنّا قد ذكرنا [2] في بحث حقيقة المعجزة أ نّ للمعجز الاصطلاحي شروطاً متعدّدة، وكثير منها مفقود في مثل الكتابين المذكورين، فإنّا قد حقّقنا فيما تقدّم‌ [3] أ نّه يعتبر في المعجز أن يكون مقروناً بدعوى منصب إلهيّ، وأن يكون الإتيان به في مقام التحدّي الراجع إلى دعوة الناس إلى الإتيان بالمثل؛ نظراً إلى أنّ توصيف البشر بالعجز الذي هو من النقائص التي يتنفّر عن الاتّصاف بها، وينزجر عن الاقتران به، يوجب صرف جميع ما باختيارهم من القوى والإمكانات في الإتيان بالمثل لرفع هذه النقيصة وإبطال هذه التّهمة، مضافاً إلى أنّ البشر يأبى بالطبع عن أن يلقي طوق إطاعة الغير- الذي هو من جنسه- على عنقه، وأن يعتقد بتفوّقه عليه، ولزوم إطاعته له، فيسعى في إبطال دعوى المدّعي لذلك إذا كان الإبطال في مقدرته وإمكانه.

وكذا ذكرنا فيما تقدّم‌ [4] أ نّه يعتبر في المعجز أن يكون خارجاً عن نواميس الطبيعة، وخارقاً للعادة البشريّة، ومن المعلوم عدم ثبوت هذه الامور في الكتابين وأمثالهما.

أ مّا عدم ثبوت الأمرين الأوّلين فواضح؛ ضرورة عدم ثبوت دعوى‌


[1] اقليدس، عالم يوناني ورياضي ومنجم وفيلسوف مشهور ومتبحّر في علم الهندسة، زندگينامه علمى دانشوران: 2/ 1- 47، دائرةالمعارف، دانشمندان علم و صنعت: 1/ 64- 67، دائرةالمعارف فارسى: 1/ 184.

[2] في ص 13- 22.

[3] في ص 13.

[4] في ص 15.

اسم الکتاب : مدخل التفسير( طبع جديد) المؤلف : الفاضل اللنكراني، الشيخ محمد    الجزء : 1  صفحة : 100
   ««الصفحة الأولى    «الصفحة السابقة
   الجزء :
الصفحة التالیة»    الصفحة الأخيرة»»   
   ««اول    «قبلی
   الجزء :
بعدی»    آخر»»   
صيغة PDF شهادة الفهرست