responsiveMenu
صيغة PDF شهادة الفهرست
   ««الصفحة الأولى    «الصفحة السابقة
   الجزء :
الصفحة التالیة»    الصفحة الأخيرة»»   
   ««اول    «قبلی
   الجزء :
بعدی»    آخر»»   
اسم الکتاب : المبسوط مسائل طبيه المؤلف : القائني، الشيخ محمد    الجزء : 1  صفحة : 215

الوجه الأوّل: المنع من الظلم على النفس‌

بتقرير: أنّ أخذ العضو ظلم على النفس ولا يجوز للإنسان أن يظلم نفسه، كما قد يستفاد من بعض الآيات المهوّلة بارتكاب المعاصي، لكونها ظلماً على النفس وتعريضاً لها بالعذاب كقوله تعالى: وَمَنْ يَتَعَدَّ حُدُودَ اللَّهِ فَقَدْ ظَلَمَ نَفْسَهُ‌ [1].

وقوله تعالى: أَلَمْ يَأْتِهِمْ نَبَأُ الَّذِينَ مِنْ قَبْلِهِمْ قَوْمِ نُوحٍ وَعَادٍ وَثَمُودَ وَقَوْمِ إِبْرَاهِيمَ وَأَصْحَابِ مَدْيَنَ وَالْمُؤْتَفِكَاتِ أَتَتْهُمْ رُسُلُهُمْ بِالبَيِّنَاتِ فَمَا كَانَ اللَّهُ لِيَظْلِمَهُمْ وَلَكِنْ كَانُوا أَنفُسَهُمْ يَظْلِمُونَ‌ [2].

وقوله تعالى: إِنَّ الَّذِينَ تَوَفَّاهُمُ الْمَلَائِكَةُ ظَالِمِى أَنفُسِهِمْ قَالُوا فِيمَ كُنتُمْ قَالُوا كُنَّا مُسْتَضْعَفِينَ فِى الْأَرْضِ قَالُوا أَلَمْ تَكُنْ أَرْضُ اللَّهِ وَاسِعَةً فَتُهَاجِرُوا فِيهَا فَأُوْلَئِكَ مَأْوَاهُمْ جَهَنَّمُ وَسَاءَتْ مَصِيراً [3] إلى غير ذلك من الآيات التي هي بهذا المضمون وهي كثيرة جدّاً.

ولكن الظاهر أنّ الظلم إنّما يصدق إذا لم يكن هناك عوض وغرض عقلائي في بذل العضو وإلّا فلا يصدق عنوان ظلم النفس. فهل ترى أنّ من بذل نفسه فضلًا عن بعض أعضائه في الجهاد يعدّ ظالماً لنفسه؟! ولا فرق في العوض بين العوض الاخروي والتعويض بمال الدّنيا.

أو ترى أنّ من حمّل نفسه المشاق للتجارة فركب البحر وعرّض نفسه للمخاوف والأخطار بغية الكسب والربح، يعدّ ظالماً لنفسه أو يكون خادماً لها بجعلها غنيّة عن السؤال والفقر والذلّ والمهانة؟!

وعلى هذا الأساس ربما يقال: بعدم جريان حديث «لا ضرر» في التكاليف‌


[1] سورة الطلاق الآية 1.

[2] سورة التوبة الآية 70.

[3] سورة النساء الآية 97.

اسم الکتاب : المبسوط مسائل طبيه المؤلف : القائني، الشيخ محمد    الجزء : 1  صفحة : 215
   ««الصفحة الأولى    «الصفحة السابقة
   الجزء :
الصفحة التالیة»    الصفحة الأخيرة»»   
   ««اول    «قبلی
   الجزء :
بعدی»    آخر»»   
صيغة PDF شهادة الفهرست