responsiveMenu
صيغة PDF شهادة الفهرست
   ««الصفحة الأولى    «الصفحة السابقة
   الجزء :
الصفحة التالیة»    الصفحة الأخيرة»»   
   ««اول    «قبلی
   الجزء :
بعدی»    آخر»»   
اسم الکتاب : رسائل المؤلف : الفاضل اللنكراني، الشيخ محمد جواد    الجزء : 1  صفحة : 446

الانصراف.

النقطة الرابعة: وهي التي في غاية الأهمّية؛

وهي عبارة عن أنّ الألفاظ يجب حملها على معانيها المتعارفة، لا على المعاني النادرة وغير المشهورة، ولكن ثمّة فرق بين المعنى المتعارف، وبين المصداق المتعارف، وفي بحث رؤية الهلال ينطبق على الوسائل الجديدة أنّها من المصاديق غير المتعارفة، لا أنّها معنى غير متعارف، فالعلاقة بين اللفظ والمعنى أمر واضح وصحيح، ولكنّ العلاقة بين اللفظ والفرد أو المصداق هو أنّه لايمكن تعيين المصداق فيها من خلال الوضع واللغة؛ لأنّ المصداق والفرد يرتبطان بمقام التطبيق، والتطبيق أمر عقليّ لا علاقة له بالواضع أو العرف‌ [1]. وتأسيساً على ذلك فإنّ الخلط بين المعنى المتعارف والمصداق المتعارف هو الذي سبّب الخلط عند البعض. ونشير فيما يلي إلى بعض النماذج في المقام:

النموذج الأوّل: قوله صلى الله عليه و آله: الطواف بالبيت صلاة [2]؛ فإنّ المعنى المتعارف هو الصلاة الفعليّة، بينما معناها النادر هو الدعاء، ولذا لا يمكن القول بأنّ المراد بالصلاة هنا الدعاء، بل لابدّ من تنزيلها على معناها المتعارف، قال صاحب المدارك: والألفاظ إنّما تُحمل على المعنى المتعارف، لا النادر غير المشهور [3].

النموذج الثاني: في وضوء ذي الوجه الطويل الخارج عن المتعارف، قال صاحب الجواهر: ويجب عليه الغسل من القصاص إلى الذقن وإن طال وجهه بحيث خرج عن المتعارف؛ لصدق اسم الوجه‌ [4]. فيعلم من ذلك أنّ الموارد التي تكون ذات معنى واضح لا تأثير للمصداق‌


[1] تقدّم تفصيله في ص 234.

[2] تقدّم في ص 418.

[3] مدارك الأحكام 1: 71.

[4] جواهر الكلام 2: 261.

اسم الکتاب : رسائل المؤلف : الفاضل اللنكراني، الشيخ محمد جواد    الجزء : 1  صفحة : 446
   ««الصفحة الأولى    «الصفحة السابقة
   الجزء :
الصفحة التالیة»    الصفحة الأخيرة»»   
   ««اول    «قبلی
   الجزء :
بعدی»    آخر»»   
صيغة PDF شهادة الفهرست