لقد
اتّضح من النكتة السابقة وجود دعويين بالنسبة إلى التحريف:
الاولى: توهّم البعض بأنّ دائرة التحريف مختصّة ببعض الآيات المعيّنة التي
عيّنت حدودها الروايات الواردة بشأنها. وبناءً عليه بقيت سائر الآيات الشريفة
مصونة ومحفوظة من دائرة التحريف والتلويث والتغيير، و هي قابلة لأن يستفاد منها في
الاستدلال والاستفادة من الظواهر.
وهذا
النوع من الادّعاء عادةً يطرح ممّن سندهم ومدركهم على التحريف، الروايات الموجودة
في بعض الكتب الروائيّة.
الثانية: يعتقد البعض بأنّ القرآن الكريم تعرّض للتحريف إجمالًا، وبتعبير آخر
يدّعون العلم الإجماليّ بالنسبة إلى تحريف القرآن الشريف.
ودليل
وسند هذه الطائفة التي قبلت هذه الدعوى في باب التحريف هو دليل الاعتبار ونظائره.
النكتة
الحادية عشر: الدليل العقلي والعقلائي في عدم التحريف
يستفاد
من بعض كلمات أهل الرأي والنظر التمسّك بالدليل العقلي، وكذلك ببناء العقلاء،
لبطلان التحريف. مثلًا السيّد ابن طاووس صرّح في سعد السعود أنّ بطلان التحريف هو
مقتضى العقل [1]، والبعض استدلّ ببناء العقلاء [2].