وقال
المحقّق الايرواني: إنّ الفرق بين الحقّ والملك بعموم الاستيلاء والسلطان وخصوصه،
فالملك يكون بدخول الشيء تحت ا لسلطان بتمام شؤونه وكافّة حيثيّاته، والحقّ يكون
بدخوله تحت السلطان ببعض جهاته وحيثيّاته، فالشخص مسلّط على امَتِه؛ بأن يبيع،
ويهب، وينكح إلى آخر التصرّفات السائغة، فيقال حينئذٍ: إنّ الأَمَةَ ملكه. وأيضاً
مسلّط على زوجته في خصوص المباضعة، فيقال: إنّ الزوجة متعلّق حقّه [1] انتهى.
والمستفاد
من صريح عبارته أنّ الحقّ مرتبة ضعيفة من السلطنة.
والمحقّق
النائيني قدس سره- بعد أن ذكر معنى الأعمّ للحقّ الذي يشمل الملك والحكم والعين،
وبالجملة كلّ ما وضعه الشارع- قال: الحقّ بالمعنى الأخصّ عبارة عن إضافة ضعيفة
حاصلة لذي الحقّ، وأقواها إضافةً مالكيّة العين، وأوسطها إضافةً مالكيّة المنفعة، وبتعبير
آخر: الحقّ سلطنة ضعيفة على المال» [2] انتهى.
وكلامه
قدس سره ليس خالياً عن التشويش والتنافي، كما أشار إليه السيّد الإمام قدس سره [3]، فإنّه قال في صدر كلامه: إنّ الحقّ
هي السلطنة الضعيفة، بينما أنّه عبّر في ذيل كلامه أنّه اعتبار خاصّ الذي أثره
السلطنة. ولعلّ التشويش متوجّه إلى المقرّر. وكيف كان يستفاد من مجموع هذه
العبارات: أنّ الحقّ مرتبة ضعيفة من السلطنة.
ويرد
على هذا البيان أوّلًا:
الظاهر أنّ النسبة بين الحقّ والسلطنة عموم من وجه؛ فإنّه قد تحقّق السلطنة بدون
الحقّ، كسلطنة الناس على نفوسهم، والعقلاء لا يعتبرون كون الإنسان ذو حقّ على
نفسه، إلّاأن يقال: إنّ هذه السلطنة ليست