الإمام
الخميني قدس سره يقرّر هذا المعنى في خطبته بتاريخ 2/ 6/ 1365 ه. ش، المطابق لسنة
1406 ه. ق، بمناسبة عيد الغدير ويقول:
إنّ
اللَّه- تبارك وتعالى- علم بأنّه لا أحد بعد رسول اللَّه صلى الله عليه و آله
بإمكان تحقّق العدالة بما في الكلمة من معنى، وبالصورة المطلوبة، فأمر رسوله
الكريم صلى الله عليه و آله بأن ينصب لذلك من يتمتّع بالقدرة الكافية لتحقّق
العدالة بجميع معانيها في المجتمع، وتكون حكومته حكومة إلهيّة [1].
ويتبيّن
من هذا المقطع من كلام الإمام أنّ فلسفة الغدير والغاية المهمّة من نصب الإمام
عليه السلام هي إقامة العدل.
إنّ
ما جعل أساس الإمامة ضروريّاً في الإسلام هو: أنّ الشخص الوحيد القادر على تحقّق
العدالة بمعناها الواقعي في المجتمع هو الإمام عليه السلام؛ لأنّ العدالة في
مفهومها وتعريفها هي وضع الشيء في موضعه، وهذا المفهوم الواسع للعدالة- الشامل
لجميع الأبعاد الوجوديّة للإنسان، وجميع موجودات العالم، وارتباط الإنسان مع غيره-
لا يعلمه سوى الإمام عليه السلام.
إنّ
الإمام المعصوم عليه السلام ومن خلال العلم الواسع الذي أودعه اللَّه- تعالى- فيه؛
يمكنه تبيين العدالة للمجتمع الإنساني، وبالتالي العمل على تحقّقها.
المراد
من العدالة
إنّ
المراد من العدالة في هذا البحث ليس هي الملَكة النفسانيّة التي تعدّ إحدى فضائل
النفس، بل أكمل فضائلها، والتي تقع مورد البحث الفقهي، وتعتبر شرطاً في