responsiveMenu
صيغة PDF شهادة الفهرست
   ««الصفحة الأولى    «الصفحة السابقة
   الجزء :
الصفحة التالیة»    الصفحة الأخيرة»»   
   ««اول    «قبلی
   الجزء :
بعدی»    آخر»»   
اسم الکتاب : الرسائل الأربع: قواعد أصولیة و فقهیة المؤلف : عدة من الأفاضل    الجزء : 1  صفحة : 305

فهرس الرسالة الصفحة 7

الثّاني: القاضي والفاصل للخصومات:

هذا هو الركن الثّاني لإدارة المجتمع الإسلاميّ بل مطلق المجتمع البشريّ، لأنّ الحياة الفرديّة لا تثير أيّ اختلاف ونزاع بخلاف الحياة الاجتماعية، فإنّ الاختلاف فيها وافر من جهات ونواحي عديدة، كالتّزاحم والتّصادم في الحقوق والأموال، إمّا طمعاً في حقوق الآخرين وأموالهم وأعراضهم، وإمّا جهلاً بالحكم والوظيفة العمليّة واعتقاداً بملكيّة ما ليس يملكه، فلا مناص حينئذ عن وجود قوّة قضائيّة وسلطة نافذة فاصلة للخصومات تحلّ العقد ببنان العدل والإنصاف، وفي ضوء القانون النّازل من اللّه سبحانه، وإلى ذلك يشير قوله سبحانه خطاباً لداود (عليه السلام)(ياداودُ إنّا جَعَلناكَ خَليفةً في الأرضِ فَاحْكُم بَينَ النّاسِ بالحقّ ولاتَتَّبِعِ الهَوى فَيُضِلَّكَ عَنْ سَبِيلِ اللّهِ إنَّ الّذِينَ يَضِلُّونَ عَنْ سَبِيلِ اللّهِ لَهُمْ عَذابٌ شَدِيدٌ بِما نَسُوا يَومَ الحِسابِ) (ص/ 26).

وقال مخاطباً لنبيّه: (وإنْ حَكَمْتَ فَاحْكُمْ بَيْنَهُمْ بِالقِسْطِ إنّ اللّهَ يُحِبُّ المُقْسِطِينَ) (المائدة/ 42) وقال سبحانه: (وَأنْزَلْنا إلَيكَ الكِتابَ بالحقِّ مُصَدِّقاً لِما بَيْـنَ يَدَيْهِ مِنَ الكِتابِ ومُهَيْمِناً عَلَيْهِ فَاحْكُمْ بَيْنَهُمْ بِما أَنْزَلَ اللّهُ ولا تَتَّبِعْ أَهْواءَهُمْ عَمّا جاءَكَ مِنَ الحَقِّ) (المائدة/ 48) وقال سبحانه: (وأَنِ احْكُمْ بيَنْهَمُ ْبِما أَنْزَلَ اللّهُ ولاتتَّبعْ أهْواءَهُمْ واحْذَرْهُمْ أَنْ يَفْتِنُوكَ عَنْ بَعْضِ ما أَنْزَلَ اللّهُ إلَيكَ)(المائدة/49).

وليس المراد من الحكم في الآيات هو الحكم فيما يرجع إلى الأُصول والعقائد، بل المراد هو الحكم في مجال الفروع وذلك بوجهين:

1 ـ قوله سبحانه: (وَكَيْفَ يُحَكِّمُونَكَ وَعِندَهُمُ التّوراةُ فِيها حُكْمُ اللّهِ ثُمَّ يَتَوَلَّوْنَ مِنْ بَعْدِ ذلكَ ومَا أُولئِكَ بالمُؤمِنين)(المائدة/ 43) فانّه بحكم قوله:

اسم الکتاب : الرسائل الأربع: قواعد أصولیة و فقهیة المؤلف : عدة من الأفاضل    الجزء : 1  صفحة : 305
   ««الصفحة الأولى    «الصفحة السابقة
   الجزء :
الصفحة التالیة»    الصفحة الأخيرة»»   
   ««اول    «قبلی
   الجزء :
بعدی»    آخر»»   
صيغة PDF شهادة الفهرست