responsiveMenu
صيغة PDF شهادة الفهرست
   ««الصفحة الأولى    «الصفحة السابقة
   الجزء :
الصفحة التالیة»    الصفحة الأخيرة»»   
   ««اول    «قبلی
   الجزء :
بعدی»    آخر»»   
اسم الکتاب : الرسائل الأربع: قواعد أصولیة و فقهیة المؤلف : عدة من الأفاضل    الجزء : 1  صفحة : 304

فهرس الرسالة الصفحة 6

الأوّل: السّائسُ [1] والحاكم:

هذا هو الرّكنُ الأوّل لإدارة المجتمع، والمقصود منه وجود قوّة تنفيذيّة تطبّق ما جاء به صاحب الشّريعة في مجالات مختلفة، وفي ظلّ هذه القوّة المتمثّلة في الحاكم الإسلاميّ، يرفرفُ الأمن في البلاد، وتجبى الصّدقاتُ والزّكواتُ، وتجرى الحدود والأحكام على العصاة والطّغاة، وتحفظ ثغور البلاد من عداء الكفّار وتسلّلهم إلى أجوائها وأراضيها، فيسدّ الحاكم الأمر عليهم إلى غير ذلك من وظائف السّائس في مجال ترويج الاقتصاد والتجارة وبسط العدل والقسط، وصيانة الأُمّة من كلّ ظلم وتعدّ وما شابهها. وتختلف وظائف السّائس قلّة وكثرة حسب اختلاف الحضارات والبيئات المحيطة به.

قال سبحانه: ـ (الّذينَ إنْ مَكَّنّاهُمْ في الأرضِ أَقامُوا الصَّلاةَ وآتَوُا الزَّكوةَ وَأَمَرُوا بِالمعْرُوفِ وَنَهَوْا عَنِ المُنْكَرِ وللّهِ عاقِبَةُ الأُمور)(الحج / 41).

وقال الإمام الرّضا (عليه السلام): «إنّا لا نجدُ فرقة من الفرق ولا ملّة من الملل بقوا وعاشوا إلاّ بقيّم ورئيس لما لابدّ لهم منه في أمر الدّين والدّنيا، فلم يجز في حكمة الحكيم أن يترك الخلق ممّا يعلم أنّه لابُدّ لهم منه ولا قوام لهم إلاّ به، فيقاتلون به عدوّهم ويقسمون فيئهم، ويقيمون به جمعتهم وجماعتهم ويمنع ظالمهم من مظلومهم... » [2] هذا، وقد عبّر عن السّائس في الرّوايات بالحاكم والسّلطان والإمام إلى غير ذلك.


[1]من ساس يسوس سياسة، وهو المتولّي والمدبّر لأمور النّاس كالأمراء والولاة. وجمعه: ساسة وسوّاس. والسّياسة: استصلاح الخلق بإرشادهم إلى الطريق المنجي عاجلاً أو آجلاً.

(2) علل الشرائع للصّدوق، باب(182): علل الشرائع وأصول الإسلام، ح9 حديث طويل ذو فروع متعدّدة، اقتبس الشيخ الأستاذ منه ما في ص253 وهو عن أبي محمّد الفضل بن شاذان النيسابوريّ عن مولانا أبي الحسن عليّ بن موسى الرّضا (عليه السلام) راجع ص275.

اسم الکتاب : الرسائل الأربع: قواعد أصولیة و فقهیة المؤلف : عدة من الأفاضل    الجزء : 1  صفحة : 304
   ««الصفحة الأولى    «الصفحة السابقة
   الجزء :
الصفحة التالیة»    الصفحة الأخيرة»»   
   ««اول    «قبلی
   الجزء :
بعدی»    آخر»»   
صيغة PDF شهادة الفهرست