responsiveMenu
صيغة PDF شهادة الفهرست
   ««الصفحة الأولى    «الصفحة السابقة
   الجزء :
الصفحة التالیة»    الصفحة الأخيرة»»   
   ««اول    «قبلی
   الجزء :
بعدی»    آخر»»   
اسم الکتاب : الإيضاحات السَّنيّة للقواعد الفقهية المؤلف : السبحاني، الشيخ جعفر    الجزء : 1  صفحة : 70

إنّما الكلام في دلالة الآية، أقول: الآية تحتمل معنيين:

1. أن يتوبوا ممّا هم عليه من الشرك ويمتنعوا منه، يغفر لهم ما قد سلف من ذنوبهم.

2. أن ينتهوا من المحاربة إلى الموادعة، يغفر لهم ما قد سلف من المحاربة.

فعلى الوجه الأوّل يمكن الاستئناس دون الوجه الثاني، والظاهر هو المعنى الأخير، فإنّ الوحي يبشّرهم بأنّهم إن ينتهوا عن المحاربة يغفر لهم ما قد سلف، وإن تمادوا في المحاربة فليعلموا أنّ سنّة الله هي نصر المؤمنين وخذلان الكافرين، وعلى هذا فلا صلة للآية بأنّ الله يغفر لهم الفرائض البدنية والمالية وغيرها، الّتي تركوها في أيام كفرهم.

وأمّا السنّة فقد ذكرت القاعدة في روايات عديدة منها:

1. ذكر ابن سعد في طبقاته في ترجمة المغيرة بن أبي شعبة بن أبي عامر، كيفية إسلامه، وأنّه خرج مع بني مالك إلى المقوقس الذي أهدى إليهم جوائز كبيرة ولكنّه أعطاه شيئاً قليلاً، يقول: فخرجنا فأقبلت بنو مالك يشترون هدايا لأهليهم وهم مسرورون فأجمعت على قتلهم في منطقة بساق، فلمّا قتلتهم أخذت جميع ما كان معهم فقدمت على النبي (صلى الله عليه وآله وسلم)، وأخبرته الخبر وقلت: نحن على دين الشرك فقتلتهم وأخذت أسلابهم وجئت بها إلى رسول الله، ليخمّسها أو يرى فيها رأيه، فقال رسول الله (صلى الله عليه وآله وسلم): «أمّا إسلامك فقبلته، ولا آخذ من أموالهم شيئاً ولا أخمّسه، لأنّ هذا غدر والغدر لا خير فيه»، قال: فأخذني ما قرب وما بعد، وقلت: يا رسول الله إنّما قتلتهم وأنا على دين قومي ثم أسلمت حيث دخلت عليك الساعة، قال: «فإنّ

اسم الکتاب : الإيضاحات السَّنيّة للقواعد الفقهية المؤلف : السبحاني، الشيخ جعفر    الجزء : 1  صفحة : 70
   ««الصفحة الأولى    «الصفحة السابقة
   الجزء :
الصفحة التالیة»    الصفحة الأخيرة»»   
   ««اول    «قبلی
   الجزء :
بعدی»    آخر»»   
صيغة PDF شهادة الفهرست