ثمّ إنّه تعالی جعل الجنّة بنعمها الکثیرة جزاء لهذه العبادة، کما قال تعالی: إِنَّ الَّذِینَ آمَنُوا وَ عَمِلُوا الصَّالِحاتِ کانَتْ لَهُمْ جَنَّاتُ الْفِرْدَوْسِ نُزُلًا [1]. (1) فانظر و أنصف: أ لیس من الظلم أن تجعل ترکیبا عجیبا- کهذا الترکیب- طعاما للنار، و أن تعرّض نفسک لسخط الخالق و بطشه من جرّاء محبّة جاهلیّة لشخصین أو ثلاثة لا یحتاج إلیهم فی ضبط القرآن و حفظه، و لا یتوقّف علی محبّتهم و متابعتهم الإسلام و الإیمان، أُولئِکَ کَالْأَنْعامِ بَلْ هُمْ أَضَلُ [2]، و لتصدیق قوله تعالی قُلْ فَلِلَّهِ الْحُجَّةُ الْبالِغَةُ [3] فتح لک باب التحقیق، و شرع لک سبیل التأنّق و التدقیق، و جبل فیک جملة العلوم بالقوّة، و أودع فی وجودک دلائل الضروریّات و البدیهیّات ملکة، لتکون أساسیّات الأشیاء مستدلّة و مبانی المکتسبات، إلی یوم وَ قِفُوهُمْ إِنَّهُمْ مَسْؤُلُونَ [4] و لَتُسْئَلُنَّ یَوْمَئِذٍ عَنِ النَّعِیمِ [5] و إِنَّ السَّمْعَ وَ الْبَصَرَ وَ الْفُؤادَ کُلُّ أُولئِکَ کانَ عَنْهُ مَسْؤُلًا [6] و عَمَّ یَتَساءَلُونَ عَنِ النَّبَإِ الْعَظِیمِ [7]، حیث تسأل یومئذ عن موالاة عترة الرسول صلّی اللّه علیه و آله و سلّم فلا تعجز عن الجواب إزاء سؤال ذی الجلال. و منه قوله: قُلْ هُوَ نَبَأٌ عَظِیمٌ أَنْتُمْ عَنْهُ مُعْرِضُونَ [8]، و قد جاء عن الرضا علیه السّلام: «إنّ المسئول عنه هو علیّ بن أبی طالب علیه السّلام»[9]. (2) یقول عمرو بن العاص فی هذا الباب فی قصیدة له فی مدح علیّ علیه السّلام: هو النبأ العظیم و فلک نوحو باب اللّه، و انقطع الخطاب [10][1]- الکهف: 107. [2]- الأعراف: 179. [3]- الأنعام: 149. [4]- الصافّات: 24. [5]- التکاثر: 8. [6]- الصافّات: 24. [7]- النبأ: 1 و 2. [8]- ص: 67 و 68. [9]- انظر: تفسیر البرهان 4: 63 حیث ورد الحدیث فیه عن الإمامین الباقر و الصادق علیهما السّلام. (ع) [10]- نسبة الشعر الی عمرو العاص مشهورة، لکنهما غیر صحیحة. و البیت فی ضمن قصیدة للناشئ الصغیر مطلعها «بآل محمّد عرف الصّواب». راجع الغدیر 4: 25- 27. (ع)