responsiveMenu
صيغة PDF شهادة الفهرست
   ««الصفحة الأولى    «الصفحة السابقة
   الجزء :
الصفحة التالیة»    الصفحة الأخيرة»»   
   ««اول    «قبلی
   الجزء :
بعدی»    آخر»»   
اسم الکتاب : تحفةالابرار المؤلف : الطبري‌، عماد الدين    الجزء : 1  صفحة : 101

شریکه فیها. فکان المراد ب «أنفسنا» علیّا علیه السّلام، و حکم علیّ (الذی هو نفس الرسول) کحکم الرسول. و عندئذ فلا تقدّم للغیر مع وجود نفس الرسول.
(1)

المسألة الرابعة: قال اللّه تعالی: وَ ما تَشاؤُنَ إِلَّا أَنْ یَشاءَ اللَّهُ*

[1]، فمن لم یرض بقضاء اللّه و مشیئته فهو کافر. یقول المخالف: «ما شاء اللّه کان، و ما لم یشأ لم یکن»، و هو معارض بالحدیث المجمع علیه «استغفر اللّه من جمیع ما کره اللّه».
فیکون معنی وَ ما تَشاؤُنَ إِلَّا أَنْ یَشاءَ اللَّهُ* أی من الخیر و الحکمة و الصلاح، لئلّا تکون بعثة الأنبیاء و إنزال الکتب و التکلیف و الجنّة و النار و الأمر و النهی عبثا. مع ذلک قال اللّه تعالی سَیَقُولُ الَّذِینَ أَشْرَکُوا لَوْ شاءَ اللَّهُ ما أَشْرَکْنا وَ لا آباؤُنا وَ لا حَرَّمْنا مِنْ شَیْ‌ءٍ کَذلِکَ کَذَّبَ الَّذِینَ مِنْ قَبْلِهِمْ حَتَّی ذاقُوا بَأْسَنا قُلْ هَلْ عِنْدَکُمْ مِنْ عِلْمٍ فَتُخْرِجُوهُ لَنا إِنْ تَتَّبِعُونَ إِلَّا الظَّنَّ وَ إِنْ أَنْتُمْ إِلَّا تَخْرُصُونَ [2]، فبیّن فی هذه الآیة أنّه لا یرید الشرک، و أنّ نسبة هذا القول إلیه کذب. و قال تعالی وَ لا یَرْضی لِعِبادِهِ الْکُفْرَ [3].
و الغرض أنّ حوادث العالم إن استندت إلی القضاء و القدر و المشیئة، کان ذلک بطبیعة الحال- عامّا و لیست خاصّا بشخص دون آخر کما یزعم الخصم، قُلْ کُلٌّ مِنْ عِنْدِ اللَّهِ [4]. و لو کان اتّباع الخصم لمذهب السنّة بقضاء الحقّ و مشیئته فإنّ اتّباعی لمذهب الشیعة هو أیضا بالقضاء و القدر، و من لم یرض بقضاء اللّه و قدره کان کافرا، و یجب إذا أن لا نخالف ما أراده اللّه بنا و لا ننکره و لا نردّه، لأنّ ترکه لیس فی مقدورنا، لأنّه لیس إلا حقّا؛ و هذا القول ظاهر البطلان کما لا یخفی.
(2)

المسألة الخامسة: نظرت فی القرآن لأعلم من الذی فضّله الحقّ تعالی،

فاتّضح أنّه فضّل المجاهد علی القاعد. قال اللّه تعالی وَ فَضَّلَ اللَّهُ الْمُجاهِدِینَ عَلَی الْقاعِدِینَ


[1]- الإنسان: 30.
[2]- الأنعام: 148.
[3]- الزمر: 7.
[4]- النساء: 78.
اسم الکتاب : تحفةالابرار المؤلف : الطبري‌، عماد الدين    الجزء : 1  صفحة : 101
   ««الصفحة الأولى    «الصفحة السابقة
   الجزء :
الصفحة التالیة»    الصفحة الأخيرة»»   
   ««اول    «قبلی
   الجزء :
بعدی»    آخر»»   
صيغة PDF شهادة الفهرست