responsiveMenu
صيغة PDF شهادة الفهرست
   ««الصفحة الأولى    «الصفحة السابقة
   الجزء :
الصفحة التالیة»    الصفحة الأخيرة»»   
   ««اول    «قبلی
   الجزء :
بعدی»    آخر»»   
اسم الکتاب : نهاية الدراية في شرح الکفاية - ط قديم المؤلف : الغروي الإصفهاني، الشيخ محمد حسين    الجزء : 1  صفحة : 345

وحدتها ذات منازل و درجات ففي مرتبة القوّة العاقلة مثلاً تدرك في الفعل فائدة عائدة إلى جوهر ذاتها أو إلى قوّة من قُواها،و في مرتبة القوّة الشوقيّة ينبعث لها شوق إلى ذلك الفعل فإذا لم يجد مزاحماً و مانعاً يخرج ذلك الشوق من حدّ النقصان إلى حدّ الكمال الّذي عبّر عنه تارةً بالإجماع،و أخرى بتصميم العزم،و ثالثةً بالقصد و الإرادة فينبعث من هذا الشوق البالغ حدّ نصاب الباعثيّة هيجان في مرتبة القوّة العاملة فيحصل منها حركة في مرتبة العضلات فهذه كلّها درجات النّفس و منازلها و كلّ هذه المراتب مراتب حركة النّفس من منزل إلى منزل،و من درجة إلى درجة و من الواضح أنّ الشّوق و إن أمكن تعلّقه بأمر استقبالي إلاّ أنّ الإرادة ليس نفس الشوق بأيّة مرتبة كان بل الشّوق البالغ حدّ النصاب بحيث صارت القوّة الباعثة باعثة بالفعل و حينئذ فلا يتخلّف عن انبعاث القوّة العاملة المنبثّة في العضلات،و هو هيجانها لتحريك العضلات الغير المنفكّ عن حركتها و لذا قالوا إنّ الإرادة هو الجزء الأخير من العلّة التامّة لحركة العضلات فمن يقول بإمكان تعلّقها بأمر استقبالي إن أراد حصول الإرادة الّتي هي علّة تامّة لحركة العضلات إلاّ أنّ معلولها حصول الحركة في ظرف كذا فهو عين انفكاك العلّة عن المعلول،و جعله بما هو متأخّر معلولاً كي لا يكون له تأخّر لا يجدي بل أولى بالفساد لصيرورة تأخّره عن علّته كالذاتي له فهو كاعتبار أمر محال في مرتبة ذات الشيء فهو أولى بعدم الوجود من غيره.

و إن أراد أنّ ذات العلّة و هي الإرادة موجودة من قبل،إلاّ أنّ شرط تأثيرها و هو حضور وقت المراد حيث لم يكن موجوداً ما أثّرت العلّة في حركة العضلات.

ففيه أنّ حضور الوقت إن كان شرطاً في بلوغ الشوق حدّ النصاب و خروجه من النقص إلى الكمال فهو عين ما رمناه من أنّ حقيقة الإرادة لا يتحقّق إلاّ حين إمكان انبعاث القوّة المحرّكة للعضلات و إن كان شرطاً في تأثير الشوق البالغ حد النصاب الموجود من أوّل الأمر فهو غير معقول لأنّ بلوغ القوة الباعثة في بعثها إلى حدّ النصاب مع عدم انبعاث القوّة العاملة تناقض بيّن،بداهة عدم انفكاك

اسم الکتاب : نهاية الدراية في شرح الکفاية - ط قديم المؤلف : الغروي الإصفهاني، الشيخ محمد حسين    الجزء : 1  صفحة : 345
   ««الصفحة الأولى    «الصفحة السابقة
   الجزء :
الصفحة التالیة»    الصفحة الأخيرة»»   
   ««اول    «قبلی
   الجزء :
بعدی»    آخر»»   
صيغة PDF شهادة الفهرست