responsiveMenu
صيغة PDF شهادة الفهرست
   ««الصفحة الأولى    «الصفحة السابقة
   الجزء :
الصفحة التالیة»    الصفحة الأخيرة»»   
   ««اول    «قبلی
   الجزء :
بعدی»    آخر»»   
اسم الکتاب : اصول الحديث وأحكامه في علم الدّراية المؤلف : السبحاني، الشيخ جعفر    الجزء : 1  صفحة : 121

سبعمائة وخمسين ألف حديث، وكان يحفظ ألف ألف حديث! وكتب أحمد ابن الفرات المتوفّى عام 258هـ، ألف ألف وخمسمائة ألف حديث، فأخذ من ذلك ثلاثمائة ألف في التفسير والأحكام والفوائد وغيرها[1].

هذه الكميّات الهائلة تعرب عن كثرة الدسّ والوضع والكذب والتقوّل على رسول اللّه بعد رحلته، وأنّ أعداء الدين ـ خصوصاً اليهود والنصارى والمستسلمة منهم ـ أدخلوا في الشريعة الإسلامية ما ليس منها، وكان لليهود المتظاهرين بالإسلام دور كبير في بثّ هذه الروايات، كما كان للمتزلّفين إلى أصحاب السلطة دور عظيم.

إنّ المنع عن كتابة الحديث قرابة قرن و نصف، ثمّ اندفاع العالم الإسلامي فجأة إلى كتابتها أوجد أرضيّة صالحة للكذب والوضع، وفسح للأحبار والرهبان التحدّث ببدع يهوديّة وسخافات مسيحيّة وأساطير مجوسيّة إلى أن اغترّ السُذَّج من المسلمين، فزعم أحمد بن حنبل أنّ الكرامة هو حفظ ألف ألف حديث، و تخيّل البخاري أنّ الفضيلة في حفظ خمسمائة ألف حديث. ومن أمعن في حياة الرسول (صلى الله عليه وآله وسلم)في مكّة المعظّمة والمدينة المنوّرة وما كان يقوم به من أعباء الرسالة ، والجهاد ضد المشركين والمنافقين، وعقد المواثيق مع القبائل ورؤساء البلدان، يقف على أنّ الزمان الذي كان للنبي التحدّث فيه، أقلّ بكثير من أن يسعه التحدث بهذه الأباطيل، بل لا يبلغ لبيان معشارها.

«وقد كانت الكتب قبل تدوين الصحاح مجموعة ممزوجاً فيها الصحيح بغيره، وكانت الآثار في عصر الصحابة وكبار التابعين غير مدوّنة


[1] عبد الحسين الأميني: الغدير: 5/292 ـ 293 ، وقد ذكر مصادر هذه النقول في كتابه.
اسم الکتاب : اصول الحديث وأحكامه في علم الدّراية المؤلف : السبحاني، الشيخ جعفر    الجزء : 1  صفحة : 121
   ««الصفحة الأولى    «الصفحة السابقة
   الجزء :
الصفحة التالیة»    الصفحة الأخيرة»»   
   ««اول    «قبلی
   الجزء :
بعدی»    آخر»»   
صيغة PDF شهادة الفهرست