responsiveMenu
صيغة PDF شهادة الفهرست
   ««الصفحة الأولى    «الصفحة السابقة
   الجزء :
الصفحة التالیة»    الصفحة الأخيرة»»   
   ««اول    «قبلی
   الجزء :
بعدی»    آخر»»   
اسم الکتاب : اصول الحديث وأحكامه في علم الدّراية المؤلف : السبحاني، الشيخ جعفر    الجزء : 1  صفحة : 122

ولا مرتّبة، ولأنّهم كانوا نهوا أوّلاً عن كتابتها ـ كما ثبت في صحيح مسلم ـ خشية اختلاطها بالقرآن، ولأنّ أكثرهم كان لا يحسن الكتابة، فلمّا انتشر العلماء في الأمصار وكثر الابتداع دوّنت ممزوجة بأقوال الصحابة وفتاوى التابعين وغيرهم، فأوّل من جمع ذلك ابن جريج بمكّة، و ابن اسحاق أو مالك بالمدينة...»[1].

وقد أشار في كلامه إلى بعض أسباب الجعل، ولم يشر إلى وجود الأحبار والرهبان بين المسلمين الذين أشاعوا الأكاذيب والأباطيل، وصرّح بأنّ التدوين كان في عصر ابن جريج ومن بعده، وهو من محدّثي القرن الثاني في العصر العباسي توفّي عام 150هـ.

وليس الموضوع مختصّاً بأحاديث أهل السنّة وإن كان الوضع فيها أكثر، فقد وضع الغلاة من فرق الشيعة أحاديث باطلة ذكرها أصحاب الرجال في معاجمهم كمحمد بن أبي زينب المعروف بأبي الخطاب، حتّى قال أبو عمرو الكشّي: قال الفضل بن شاذان في بعض كتبه: الكذّابون المشهورون: أبو الخطاب ويونس بن ظبيان، ويزيد الصائغ وأبو سميّة[2].

ولأجل تمحيص السنّة النبويّة عن الموضوعات، قام غير واحد من المحقّقين بتأليف كتب حول الموضوعات، فقام الحسن بن محمد المعروف بالصاغاني (577 ـ 650هـ) بتأليف كتاب أسماه «الدرّ الملتقط في تبيين الغلط» كما قام أبو الفرج ابن الجوزي (508 ـ 597هـ) بذكر أحاديث موضوعة أثبت وضعها، أسماه بـ «كتاب الموضوعات» ، كما قام بعدهما


[1] السيوطي: تدريب الراوي:1 /66.
[2] الشهيد الثاني: الرعاية في علم الدراية: ص160 مع التعليق.
اسم الکتاب : اصول الحديث وأحكامه في علم الدّراية المؤلف : السبحاني، الشيخ جعفر    الجزء : 1  صفحة : 122
   ««الصفحة الأولى    «الصفحة السابقة
   الجزء :
الصفحة التالیة»    الصفحة الأخيرة»»   
   ««اول    «قبلی
   الجزء :
بعدی»    آخر»»   
صيغة PDF شهادة الفهرست