responsiveMenu
صيغة PDF شهادة الفهرست
   ««الصفحة الأولى    «الصفحة السابقة
   الجزء :
الصفحة التالیة»    الصفحة الأخيرة»»   
   ««اول    «قبلی
   الجزء :
بعدی»    آخر»»   
اسم الکتاب : الـفتوحات المکیة المؤلف : ابن عربي، محيي الدين    الجزء : 3  صفحة : 89



حقق يعقلك إن فكرت مصدرنا نفيا لنفي و إثباتا لإثبات
من أعجب الأمر إني لم أزل أزلا و إنني مع هذا محدث الذات
قد كان ربك موجودا و ما معه شيء سواه و لا ماض و لا آت
فبالمودة و الرحمة طلب الكل جزأه و الجزء كله فالتحما فظهر عن ذلك الالتحام أعيان الأبناء فصح لهم اسم الأبوة فأعطى وجود الأبناء حكما للآباء لم يكونوا عليه و هو الأبوة و ليس الرب كذلك فإنه لم يزل ربا أزلا فإن الممكن في إمكانه لم يزل موصوفا بالإمكان سواء وجد الممكن أو اتصف بالعدم فإن النظر إليه لم يزل في حال عدمه و تقدم العدم للممكن على وجوده نعت أزلي فلم يزل مربوبا و إن لم يكن موجودا فهذا الفارق بين ما يجب لله و بين ما يجب للعبد من حيث الاسمية و المرتبة التي حدثت له بوجود الابن فالتحق النساء بالرجال في الأبوة و من لحوق النساء بالرجال بل تقوم المرأة في بعض المواطن مقام رجلين إذ لا يقطع الحاكم بالحكم إلا بشهادة رجلين فقامت المرأة في بعض المواطن مقامهما و هو قبول الحاكم قولها في حيض العدة و قبول الزوج قولها في إن هذا ولده مع الاحتمال المتطرق إلى ذلك و قبول قولها إنها حائض فقد تنزلت هاهنا منزلة شاهدين عدلين كما تنزل الرجل في شهادة الدين منزلة امرأتين فتداخلا في الحكم

فناب الكثير مناب القليل و ناب القليل مناب الكثير
فمن شاء ألحقه بالثرى و من شاء ألحقه بالأثير
لو لا كمال الصورة ما صحت الخلافة فمن طلبها وكل إليها و من جاءته من غير طلب أعين عليها فالطالب مدع في القيام بحقها و من طلب بها مستقيل منها لأنها أمانة ثَقُلَتْ فِي السَّمٰاوٰاتِ وَ الْأَرْضِ و كل مدع ممتحن كانت هذه الصفة فيمن كانت لا أحاشي أحدا و امتحانه على صورة ما يدعيه وَ سَلاٰمٌ عَلَيْهِ يَوْمَ وُلِدَ وَ يَوْمَ يَمُوتُ وَ يَوْمَ يُبْعَثُ حَيًّا شهادة إلهية مقطوع بها فهذه منزلة من جاءته الخلافة من غير طلب و العناية من غير تعمل وَ السَّلاٰمُ عَلَيَّ يَوْمَ وُلِدْتُ وَ يَوْمَ أَمُوتُ وَ يَوْمَ أُبْعَثُ حَيًّا دعوى موضع الامتحان لو لا ما شفع فيه حالة المهد لعدم استحكام العقل فكان حكمه حكم يحيى و هو الأولى هذا إن كان منطقا غير متعقل ما ينطق به و إن تعقله فاستحكم عقله و تقوت آلاؤه في نفس الأمر و في مشهود العادة عند الحاضرين هو خرق عادة فإن كان مأمورا بما نطق به فهو مخبر بما آتاه اللّٰه و أمر أن يخبر به فليس بمدع و لا طالب فخرا كما

قال رسول اللّٰه ص أنا سيد ولد آدم و لا فخر بالراء و هو التبجح بالباطل فهذا معرف عن أمر إلهي فمثل هذا لا يمتحن و لا يختبر فإنه ليس بمدع و هذه كلها أحوال يشترك فيها النساء و الرجال و يشتركان في جميع المراتب حتى في القطبية و لا يحجبك

قول الرسول ص لن يفلح قوم ولوا أمرهم امرأة فنحن نتكلم في تولية اللّٰه لا في تولية الناس و الحديث جاء فيمن ولاة الناس و لو لم يرد إلا

قول النبي ص في هذه المسألة إن النساء شقائق الرجال لكان فيه غنية أي كل ما يصح أن يناله الرجل من المقامات و المراتب و الصفات يمكن أن يكون لمن شاء اللّٰه من النساء كما كان لمن شاء اللّٰه من الرجال أ لا تنظر إلى حكمة اللّٰه تعالى فيما زاد للمرأة على الرجل في الاسم فقال في الرجل المرء و قال في الأنثى المرأة فزادها هاء في الوقف تاء في الوصل على اسم المرء للرجل فلها على الرجل درجة في هذا المقام ليس للمرء في مقابلة قوله وَ لِلرِّجٰالِ عَلَيْهِنَّ دَرَجَةٌ فسد تلك الثلمة بهذه الزيادة في المرأة و كذلك ألف حبلى و همزة حمراء و إن ذكرت تعليل الحق في إقامة المرأتين في الشهادة مقام الرجل الواحد بالنسيان في قوله أَنْ تَضِلَّ إِحْدٰاهُمٰا فَتُذَكِّرَ إِحْدٰاهُمَا الْأُخْرىٰ و التذكر لا يكون إلا عن نسيان فقد أخبر اللّٰه تعالى عن آدم أنه نسي و

قال ص فنسي آدم فنسيت ذريته فنسيان بنى آدم ذرية عن نسيان آدم كما نحن ذريته و هو وصف إلهي منه صدر في العالم قال تعالى نَسُوا اللّٰهَ فَنَسِيَهُمْ على إن الحق ما وصف إحدى المرأتين إلا بالحيرة فيما شهدت فيه ما وصفها بالنسيان و الحيرة نصف النسيان لا كله و نسب النسيان على الكمال للرجل فقال فَنَسِيَ وَ لَمْ نَجِدْ لَهُ عَزْماً فقد يمكن أن ينسى الرجل الشهادة رأسا و لا يتذكرها و لا يمكن أن تنسى إحدى المرأتين و هي المذكرة لا على التعيين فتذكر التي ضلت عما شهدت فيه فإن خبر اللّٰه صدق بلا شك و هو قد أخبر في هذه الآية أن إحداهما تذكر الأخرى فلا بد أن تكون

اسم الکتاب : الـفتوحات المکیة المؤلف : ابن عربي، محيي الدين    الجزء : 3  صفحة : 89
   ««الصفحة الأولى    «الصفحة السابقة
   الجزء :
الصفحة التالیة»    الصفحة الأخيرة»»   
   ««اول    «قبلی
   الجزء :
بعدی»    آخر»»   
صيغة PDF شهادة الفهرست