responsiveMenu
صيغة PDF شهادة الفهرست
   ««الصفحة الأولى    «الصفحة السابقة
   الجزء :
الصفحة التالیة»    الصفحة الأخيرة»»   
   ««اول    «قبلی
   الجزء :
بعدی»    آخر»»   
اسم الکتاب : الـفتوحات المکیة المؤلف : ابن عربي، محيي الدين    الجزء : 3  صفحة : 37

في هذا المقام و هو المقام الإلهي في الدنيا و يتضمن هذا المنزل من العلوم هذا العلم و هو علم الحكمة و يتضمن علم المواقف و علم الحساب و علم الظن و علم الإهمال و الفرق بينه و بين الإمهال الذي يطلبه الاسم الحكيم و علم السابقة إلى المعاصي و المخالفات و هل يكون للإنسان المخالفة عين الموافقة و إن كانت فهل تثمر له هذه المخالفة بهذه المثابة و سرعته إلى فعلها قربة عند اللّٰه و هل تحجب المقرب و لا بد و إن سارع إليها عند مباشرة الفعل المخالف للحكم المشروع عن الحكم المشروع فيه أو لا يحجب و إما أن يكون قربة ذلك الفعل المخالف و لكن قد يكون مقربا لا قربة و هو علم كبير لا يعرفه من أهل طريقنا إلا قليل فإن غوره بعيد و ميزانه خفي دقيق ما في الموازين أخفى منه و الأكثر من أهل طريق اللّٰه ما شاهده و لا رآه و إن قيل له أنكره فما ظنك بعلماء الرسوم فما ظنك بالعامة و أما أكابر الحكماء من الفلاسفة فأنكروه جملة واحدة و سبب إنكارهم مع فضلهم و بعد غورهم إنهم لا يقولون بالاختصاص كما نقول نحن بل الأمور عندهم كلها مكتسبة بالاستعداد فمن هنا خفي عليهم هذا العلم و غيره مما يتعلق بالاختصاص و من علوم هذا المنزل علم السبب الذي أدى القائلين إلى إنكار الدار الآخرة الحسية و المعنوية فإنهم طائفتان بلا شك طائفة تنكر الحس الأخروي و طائفة تنكره معنى و حسا و من علومه علم أحوال الموت و لما ذا يرجع و ما حقيقته و ذبحه و صورته في عالم التمثيل كبشا أملح و مكان ذبحه و لمن تنتقل حياته إذا ذبح و علم التجلي الموجب لكسوف الكواكب المعنوية و الحسية و علم حضرة الجمع بين العبد و الرب و من هذه الحضرة ظهر القائلون بالاتحاد و الحلول فإنها حضرة علم تزل فيها الاقدام فإن الشبهة فيه قوية لا يقاومها دليل مركب و علم الأسفار و لنا فيه جزء سميناه الأسفار عن نتائج الأسفار يتضمن من العلم الإلهي و نسبة هذا الحكم الإلهي إليه و من العلم الكوني و نسبة هذا الحكم الإلهي معنى و حسا شيئا كثيرا و من علوم هذا المنزل الإلهي أيضا لأي اسم إلهي ترجع الناس يوم القيامة و علم السبب الذي لأجله يسأل العالم غيره عما يعمله و سبب جحد العالم ما يعلمه إذا سئل عن العلم به و علم كشف الإنسان ما في نفس الملك و هل هو من علم الستر أو الظهور أو منه ما يكون من علم الستر بوجه و من علم الظهور بوجه و علم الأدب و علم الاقتداء و علم السبب الموجب لإيثار الدنيا على الآخرة مع ما فيها من الغموم و الإنكار الحسية و المعنوية و علم الرؤية في الدار الآخرة و هل هي جائزة أو محال سواء كانت رؤية بصيرة أو بصر و هل الرؤية محلها حقيقة الرائي أو العين المعتاد المعروف و هل الرؤية حكم أو معنى وجودي و هل هي عين الرائي أو غيره كالصفة له و علم حال النفوس بعد الموت و علم الآخرة المعجلة و الدنيا المؤجلة و علم الإقبال و الإعراض و علم الوعيد و التقرير و علم الاقتدار و هذا القدر كاف في هذا المنزل وَ اللّٰهُ يَقُولُ الْحَقَّ وَ هُوَ يَهْدِي السَّبِيلَ

«الباب العاشر و ثلاثمائة في معرفة منزل الصلصلة الروحانية من الحضرة الموسوية»

قال رسول اللّٰه ص في إنزال الوحي إنه يأتيه الوحي مثل صلصلة الجرس و هو أشده علي يقول الراوي فيفصم عنه و إن جبينه ليتفصد عرقا فإن نزول الوحي على الأنبياء له صور مختلفة أشدها وحي الصلصلة شعر

إن البروج لأوضاع مقدرة و هي المنازل للسيارة الشهب
نظيرها من وجود السعد يشمله هذي إلى الفوز و الأخرى إلى العطب
إذا تعرضت الأنواء تطلبني حبا لتمنحني ما شئت من أدب
و جاءت السحب و الأرواح تحملها و الرعد يفصح عن عجم و عن عرب
و البرق يخلع من أنوار نشأته على ظلام الدجا ثوبا من الذهب
و السحب تسكب أمطار الحقائق في بيت من الطين و الأهواء و اللهب
و الأرض تهتز إعجابا بزهرتها و الروض يرفل في أثوابه القشب
علم الحقائق هذا لا أريد سوى العلم بالله و الأسماء و الحجب
لما تنزه علم ذاته علم على الوصول به ناديت من كثب

اسم الکتاب : الـفتوحات المکیة المؤلف : ابن عربي، محيي الدين    الجزء : 3  صفحة : 37
   ««الصفحة الأولى    «الصفحة السابقة
   الجزء :
الصفحة التالیة»    الصفحة الأخيرة»»   
   ««اول    «قبلی
   الجزء :
بعدی»    آخر»»   
صيغة PDF شهادة الفهرست