responsiveMenu
صيغة PDF شهادة الفهرست
   ««الصفحة الأولى    «الصفحة السابقة
   الجزء :
الصفحة التالیة»    الصفحة الأخيرة»»   
   ««اول    «قبلی
   الجزء :
بعدی»    آخر»»   
اسم الکتاب : الـفتوحات المکیة المؤلف : ابن عربي، محيي الدين    الجزء : 3  صفحة : 28

الميزان ينظر في الذي وقع عليه اليمين فيخرج من الكفارة المخير فيها ما يناسب ما حلف عليه ما لم يكن فيها فمن لم يجد و كذلك في الفداء و هذا كله مما يكون فيه النظر و يؤدي إلى التنازع فالظاهر من هذا الأمر أن الملائكة لهم نظر فكري يناسب خلقهم و لهذا من الحقائق الإلهية قوله تعالى يُدَبِّرُ الْأَمْرَ يُفَصِّلُ الْآيٰاتِ ثم ختم الآية لَعَلَّكُمْ بِلِقٰاءِ رَبِّكُمْ تُوقِنُونَ أي تثبتون على موازين الحكم و مما يؤيد هذه الحالة

قوله تعالى في الأخبار الإلهية ما ترددت في شيء أنا فاعله ترددي الحديث فوصف نفسه بالتردد الذي يوصف به المحدث من القوة المفكرة و هو في الملائكة اختصامهم فيما ذكرنا فإن كنت ذا فهم فانظر فيما دللنا به من الخبر الإلهي الصحيح و أما قوله في خصامهم في نقل الاقدام أو السعي إلى الجماعات له من الحقائق الإلهية

من تقرب إلي شبرا تقربت منه ذراعا و من تقرب إلي ذراعا تقربت منه باعا و من أتاني يسعى أتيته هرولة و

قوله تعالى و من ذكرني في ملأ ذكرته في ملأ خير منهم و

قوله ينزل ربنا إلى سماء الدنيا فافهم مناسبة هذه الصفة العملية من بنى آدم من الحقائق الإلهية فكلامهم في مثل هذه أي الحقائق الإلهية أقرب مناسبة لهذا الفعل فاختلفوا و كذلك قوله إسباغ الوضوء على المكاره له من الحقائق الإلهية

قوله تعالى في الأخبار الإلهية في قبضه نسمة عبده المؤمن يكره الموت و أنا أكره مساءته فوصف نفسه بأنه يكره و كذلك من هذه الحقيقة يسبغ المؤمن الوضوء على كره منه من أجل شدة البرد فله الأجر أجر الكراهة من هذه الحقيقة الإلهية و كذلك قوله فيما يختصمون فيه التعقيب و هو الجلوس في المسجد بعد الفراغ من الصلاة له من الحقائق الإلهية قوله تعالى سَنَفْرُغُ لَكُمْ أَيُّهَ الثَّقَلاٰنِ و ما تفرغ لنا إلا منا قال تعالى يَسْئَلُهُ مَنْ فِي السَّمٰاوٰاتِ وَ الْأَرْضِ كُلَّ يَوْمٍ هُوَ فِي شَأْنٍ فالعبد إذا فرغ من الصلاة فقعد في المسجد يذكر ربه تعالى عقيب الصلاة فانتقل من مناجاته في حالة ما إلى مناجاته في حالة غيرها في بيت واحد فمن مقام سنفرغ لكم يكون له الميزان على هذا العمل فقد ارتبطت هذه الأعمال بالحقائق الإلهية التي وقعت فيها المناظرة بين الملإ الأعلى و فيها تفاصيل يطول ذكرها من المناسبات وَ اللّٰهُ يَقُولُ الْحَقَّ وَ هُوَ يَهْدِي السَّبِيلَ

«الباب السابع و ثلاثمائة في معرفة منزل تنزل الملائكة على الموقف المحمدي من الحضرة الموسوية المحمدية»



تنسمت أرواح العلى حين هبت و مرت سحبرا بالرياض فنمت
أ في عالم الأنفاس من هو مثلنا و هل حبهم فيها كمثل محبتي
فقال لسان الحق إن مسيركم على السنة المثلى دليل تتمتي
فأظهرت عنكم سر جودي و نقمتي و أخفيت فيكم سر علمي و حكمتي
فمن كان ذا عين يرى ما جلوته و من كان أعمى فهو من أصل حيرتي
فكل مقام فهو من عين جوده و كل كيان فهو من أصل نشأتي

[أن اللّٰه جعل من السماء إلى الأرض معارج على عدد الخلائق]

اعلم أيها الولي الحميم أن اللّٰه جعل من السماء إلى الأرض معارج على عدد الخلائق و ما في السموات موضع قدم إلا و هو معمور بملك يسبح اللّٰه و يذكره بما قد حد له من الذكر و لله تعالى في الأرض من الملائكة مثل ذلك لا يصعدون إلى السماء أبدا و أهل السموات لا ينزلون إلى الأرض أبدا كُلٌّ قَدْ عَلِمَ صَلاٰتَهُ وَ تَسْبِيحَهُ و أن لله تعالى أرواحا من الملائكة الكرام مسخرة قد ولاهم اللّٰه تعالى و جعل بأيديهم ما أوحى اللّٰه في السموات من الأمور التي قد شاء سبحانه أن يجريها في عالم العناصر و جعل سبحانه معارج الملائكة من الكرسي إلى السموات ينزلون بالأوامر الإلهية المخصوصة بأهل السموات و هي أمور فرقانية و جعل من العرش إلى الكرسي معارج لملائكة ينزلون إلى الكرسي بالكلمة الواحدة غير منقسمة إلى الكرسي فإذا أوصلت الكلمة واحدة العين إلى الكرسي انفرقت فرقا على قدر ما أراد الرحمن أن يجري منها في عالم الخلق و الأمر و من النفس رقائق ممتدة إلى العرش منقسمة إلى فرقتين للقوتين اللتين النفس عليهما و هو اللوح المحفوظ و هو ذو وجهين و تلك الرقائق التي بين اللوح و العرش بمنزلة المعارج للملائكة و المعاني النازلة في تلك الرقائق كالملائكة و من النفس التي هي اللوح إلى العقل الذي هو القلم توجهات استفادة و من العقل إليها توجهات إفادة ذاتية لا اختيار له فيها يحصل عن تلك التوجهات من العلوم للنفس بما يكون في الكون ما لا يحصى كثرة و من

اسم الکتاب : الـفتوحات المکیة المؤلف : ابن عربي، محيي الدين    الجزء : 3  صفحة : 28
   ««الصفحة الأولى    «الصفحة السابقة
   الجزء :
الصفحة التالیة»    الصفحة الأخيرة»»   
   ««اول    «قبلی
   الجزء :
بعدی»    آخر»»   
صيغة PDF شهادة الفهرست