responsiveMenu
صيغة PDF شهادة الفهرست
   ««الصفحة الأولى    «الصفحة السابقة
   الجزء :
الصفحة التالیة»    الصفحة الأخيرة»»   
   ««اول    «قبلی
   الجزء :
بعدی»    آخر»»   
اسم الکتاب : الـفتوحات المکیة المؤلف : ابن عربي، محيي الدين    الجزء : 3  صفحة : 279



فإذا قلت ألا قولوا بلى و إذا ما قلت هل قولوا نعم
إنما الأمر الذي جئت به أمر موجود له نعت القدم
واحد في عينه ليس لنا في الذي يظهر فيه من قدم
و الذي أحضره يحضرني بين أمرين وجود و عدم
فلنا الأنوار منه إن بدا و له منا غيابات الظلم
هي حجب اللّٰه أن ندركه و بها قامت دلالات التهم
ثم فيها من علامات الهدى لتجليه علوم و حكم
فطر العالم قد قسمها ما هو الحق عليه فحكم
فكما نحن به فهو بنا استحالات كنار في علم
كلما قلت بدت صورته حول الصورة في كيف و كم
فتحولت أنا فانبهمت حالة الأمر علينا فانبهم
ليت شعري هل هو الأمر كما قد بدا أو غيره قل يا حكم
قال و اللّٰه أنا مثلكم حائر ما لي في العلم قدم

[إن مفاتيح الغيب بيد اللّٰه]

اعلم أيدك اللّٰه أن الإنسان لما أبرزه اللّٰه من ظلمة الغيب الذي كان فيه و هو المفتاح الأول من مفاتيح الغيب التي لاٰ يَعْلَمُهٰا إِلاّٰ هُوَ فانفرد سبحانه بعلمها و نفى العلم عن كل ما سواه بها فأثبتك في هذه الآية و أعلمك أنك لست هو إذ لو كنت هو كما تزعم لعلمت مفاتح الغيب بذاتك و ما لا تعلمه إلا بموقف فلست عين الموقف و الممكنات كلها و أعني بكلها ميزها عن المحال و الواجب لا إن أعيانها يحصرها الكل ذلك محال هي في ظلمة الغيب فلا يعرف لها حالة وجود و لكل ممكن منها مفتاح ذلك المفتاح لا يعلمه إلا اللّٰه فلا موجد إلا اللّٰه هو خالق كل شيء أي موجدة فأول مفتاح فتح به مفتاح غيب الإنسان الكامل الذي هو ظل اللّٰه في كل ما سوى اللّٰه فأظهره من النفس الرحماني الخارج من قلب القرآن سورة يس و هو نداء مرخم أراد يا سيد فرخم كما قال يا أبا هر أراد يا أبا هريرة فأثبت له السيادة بهذا الاسم و جعله مرخما للتسليم الذي تطلبه الرحمة و القطع مما بقي منه في الغيب الذي لا يمكن خروجه فصورته في الغيب صورة الظل في الشخص الذي امتد عنه الظل أ لا ترى الشخص إذا امتد له ظل في الأرض أ ليس له ظل في ذات الشخص الذي يقابله ذلك الظل الممتد فذلك الظل القائم بذات الشخص المقابل للظل الممتد ذلك هو الأمر الذي بقي من الإنسان الذي هو ظل اللّٰه الممدود في الغيب لا يمكن خروجه أبدا و هو باطن الظل الممتد و الظل الممدود هو الظاهر فظاهر الإنسان ما امتد من الإنسان فظهر و باطنه ما لم يفارق الغيب فلا يعلم باطن الإنسان أبدا و نسبة ظاهره إلى باطنه متصلة به لا تفارقه طرفة عين و لا يصح مفارقته فهو في الظاهر غيب و في الغيب ظاهر له حكم ما ظهر عنه في الحركة و السكون فإن تحرك تحرك بحق و إن سكن سكن بحق و هو على صورة موجدة و ما سواه من الممكنات ليس له هذا الكمال فلا غيب أكمل من غيب الإنسان فلما أبرزه اللّٰه للوجود أبرزه على الاستقامة و أعطاه الرحمة ففتح بها مغالق الأمور علوا و سفلا فأمد الأمثال بذاته و أمد غير الأمثال بمثله فبمثله ظهرت الأجسام و بمثله الآخر ظهرت الأرواح فهي له كاليمين و الشمال لنقص الأجسام عن الأرواح كنقص الشمال عن اليمين و المطلق اليدين هو المثل و مثاله في الهامش و ما أوجد العالم على ما ذكرناه إلا عن حركة إلهية و هي حركة المفتاح عند الفتح و الممكنات و إن كانت لا تتناهى فهي من وجه محصورة في عشرة أشياء و هي المقولات العشرة و قد ذكرناها من قبل في هذا الكتاب فلنبين هنا مراتبها فيما يختص بهذا الباب مما لم نذكره قبل

[من الأسماء الإلهية الباطن]

فاعلم إن لله تعالى في حضرة الغيب الذي له من الأسماء الإلهية الباطن فلا نعلم أبدا له تعالى حكما يظهر في الإنسان دون غيره من المخلوقات لما هو عليه من الجمعية و ما اختص به من عموم النفس الرحماني و ذلك الحكم في غيب الحق له الثبوت دائما ما دام يتصل الباطن بالظاهر للامداد

اسم الکتاب : الـفتوحات المکیة المؤلف : ابن عربي، محيي الدين    الجزء : 3  صفحة : 279
   ««الصفحة الأولى    «الصفحة السابقة
   الجزء :
الصفحة التالیة»    الصفحة الأخيرة»»   
   ««اول    «قبلی
   الجزء :
بعدی»    آخر»»   
صيغة PDF شهادة الفهرست