responsiveMenu
صيغة PDF شهادة الفهرست
   ««الصفحة الأولى    «الصفحة السابقة
   الجزء :
الصفحة التالیة»    الصفحة الأخيرة»»   
   ««اول    «قبلی
   الجزء :
بعدی»    آخر»»   
اسم الکتاب : الـفتوحات المکیة المؤلف : ابن عربي، محيي الدين    الجزء : 3  صفحة : 197

إلهيا في الإعلام أجراه اللّٰه على لسان رسوله ص أنباء أنه ما يلقي اللّٰه في القلب إلا ما هو حق فيه سعادة الإنسان فإن رجع في ذلك إلى نفسه فقد أفلح و هذا معنى قول بعض العارفين بهذا المقام حيث قال ما رأيت أسهل علي من الورع كلما حاك له شيء في نفسي تركته و فيه علم تعظيم ما يعظم من الأحوال في القرائن و فيه علم ما ينبغي أن يثابر عليه و فيه علم المفاضلة في الأحوال من غير نظر إلى أصحابها القائمة بهم و فيه العلم بالماهيات و فيه علم تشابه الصورتين و اختلاف الحكم و فيه علم حكمة إيجاد الأئمة في العالم المضلين منهم و غير المضلين و فيه علم النداء عند البلاء و لما ذا اختص به دون النعم و فيه علم إجابة الداعين و السائلين هل يزيد المجيب على مطابقة ما وقع فيه السؤال أو لا يزيد فإن زاد فهل هو إجابة سؤال حال فإن النطق لم يكن ثم و فيه علم ارتباط العالم العلوي بالسفلي ليفيد و ارتباط السفلي بالعلوي ليستفيد و المفيد هو الأعلى أبدا و المستفيد هو السفلي أبدا و لا حكم للمساحة و علو المكان و فيه علم تأثير المحجوب في المكشوف له من أي وجه أثر فيه مع علو مرتبته و أن الحق يعضده و ما عقوبة ذلك المؤثر و فيه علم الأسفار و فيه علم من وصف بالحلم مع عدم القدرة و الحليم لا يكون إلا قادرا على من يحلم عليه و فيه علم أثر الخيال في الحس و أين يبلغ حكمه و فيه علم حكم المراتب على أصحابها بما يكرهون و فيه علم قيمة الأشياء و لها حضرة خاصة و أنه ما من شيء إلا و له قيمة إلا الإنسان الكامل فإن قيمته ربه و فيه علم ما ينتجه الصدق و مراتب الصادقين و إن يسألوا عن صدقهم و فيه علم حضرات البركات الإلهية و فيه علم مراتب الظلم و ما يحمد منه و ما يذم و فيه علم الاشتراك في الأمر هل حكم ذلك الأمر في كل واحد من الشركاء على السواء أم يختلف الحكم مع الاشتراك في الأمر لاختلاف أحوال الشركاء و استعداداتهم و فيه علم صورة حضرة اجتماع الخصوم بين يدي الحاكم و فيه علم إلحاق الإناث بالذكور و فيه علم القرعة و أين يحكم بها و

قول النبي ص لو يعلم الناس ما في النداء و الصف الأول ثم لم يجدوا إلا أن يستهموا عليه لاستهموا عليه و لو يعلمون ما في التهجير لاستبقوا إليه و لو يعلمون ما في العتمة و الصبح لأتوهما و لو حبوا و فيه علم الظلمات و لما ذا ترجع حقيقة الظلمة هل لأمر وجودي أو عدمي و فيه علم فضل التنزيه على غيره من المحامد و فيه علم الشفقة على الجنين إذا خرج و الرفق به و رحمته و

قول النبي ص ليس منا من لم يرحم صغيرنا و فيه علم اليقين و الشك و هل يتصف صاحب اليقين بالشك فيما هو على يقين فيه أم لا و فيه علم انفراد الحق بعلم الحق و فيه علم ما ينبغي أن ينسب إلى اللّٰه و فيه علم من في طبعه أمر ما لا يزول عن حكم طبعه و إن عرض له عارض يزيله فليس بدائم الزوال و الطبع أغلب و فيه علم تغير الأحوال على الملائكة من أين حصل لهم ذلك و فيه علم العناية و طبقات العالم فيه و فيه علم الأناة و العجلة و فيه علم عموم البشارة و خصوص الإنذار إلى غير ذلك من العلوم التي يطول ذكرها فقصدنا إلى ذكر المهم منها وَ اللّٰهُ يَقُولُ الْحَقَّ وَ هُوَ يَهْدِي السَّبِيلَ

«الباب الثامن و الأربعون و ثلاثمائة في معرفة منزل سرين من أسرار قلب الجمع و الوجود»



إن قيل هل في وجود الكون أوسع من من رحمة اللّٰه فقل قلب إذا كانا
بيت الإله لإيمان يقوم به مع التورع و التقوى إذا زانا
يحيط بالحق علما عين صورته و هو العزيز الذي في عينه هانا
القلب ملكي و السكنى لخالقه عمري و رقبى و إيمانا و إحسانا

[إن الأنصار كلمات اللّٰه نصر اللّٰه بهم دينه و أظهره]

قال رسول اللّٰه ص إني لأجد نفس الرحمن يأتيني من قبل اليمن فنفس اللّٰه عنه بالأنصار فكانت الأنصار كلمات اللّٰه نصر اللّٰه بهم دينه و أظهره و هذا المنزل هو منزل ذلك التنفس الرحماني و هذا المنزل عنه ظهرت جميع المنازل الإلهية كلها في العالم الذي هو كل ما سوى اللّٰه تعالى علوا و سفلا روحا و جسما معنى و حسا ظاهرا و باطنا فمنه ظهرت المقولات العشر و جاء في الخبر النبوي رائحة لما قلناه و له وجوه إلى كل جنس و نوع و شخص من العالم لا تكون لجنس آخر و لا لنوع آخر و لا لشخص آخر و لهذا المنزل صورة و روح و إمداد إلهي من حيث ما نسب الحق إلى نفسه من الصورة و لكن من باطن الصورة و حكم هذا الإمداد في الظاهر و الباطن من صورة هذا المنزل لكنه في الباطن أتم و لهذا أخر الاسم الباطن عن الأول و الآخر و الظاهر لما عبر عن هذه النعوت الإلهية و ذلك أن الأمر الإلهي في التالي أتم منه و أكمل

اسم الکتاب : الـفتوحات المکیة المؤلف : ابن عربي، محيي الدين    الجزء : 3  صفحة : 197
   ««الصفحة الأولى    «الصفحة السابقة
   الجزء :
الصفحة التالیة»    الصفحة الأخيرة»»   
   ««اول    «قبلی
   الجزء :
بعدی»    آخر»»   
صيغة PDF شهادة الفهرست