responsiveMenu
صيغة PDF شهادة الفهرست
   ««الصفحة الأولى    «الصفحة السابقة
   الجزء :
الصفحة التالیة»    الصفحة الأخيرة»»   
   ««اول    «قبلی
   الجزء :
بعدی»    آخر»»   
اسم الکتاب : الـفتوحات المکیة المؤلف : ابن عربي، محيي الدين    الجزء : 3  صفحة : 196

مٰا فِي الْأَرْضِ جَمِيعاً و ليس بنص في الإباحة و إنما هو ظاهر لأن حكم المحظور خلق أي حكم به من أجلنا أي نزل حكمه من أجلنا ابتلاء من اللّٰه هل نمتنع منه أم لا كما نزل الوجوب و الندب و الكراهة و الإباحة فالأصل إن لا حكم و هو الأصل الأول الذي يقتضيه النظر الصحيح و يتضمن هذا المنزل من العلوم علم حمد السواء و تفاصيله فإنه عم الطرفين و الواسطة و أضافه إلى العالمين لم يخص عالما من عالم فقال في الطرف الواحد في أول فاتحة الكتاب اَلْحَمْدُ لِلّٰهِ رَبِّ الْعٰالَمِينَ و جعل هذا التحميد بين الرحمة المركبة فإنه تقدمه اَلرَّحْمٰنِ الرَّحِيمِ و تأخر بعده اَلرَّحْمٰنِ الرَّحِيمِ فصار العالم بين رحمتين فأوله مرحوم و مآله إلى الرحمة و جاء في وسط سورة يونس في صفة أهل الجنة إن آخر دعائهم أَنِ الْحَمْدُ لِلّٰهِ رَبِّ الْعٰالَمِينَ و جاء في سورة و الصافات وَ الْحَمْدُ لِلّٰهِ رَبِّ الْعٰالَمِينَ بعد قوله وَ سَلاٰمٌ عَلَى الْمُرْسَلِينَ و هم المرحومون السالمون فحمد اللّٰه رب العالمين عقيب نصره و ظفره بخيبر فهو حمد نعمة فظهر حمد النعمة في أول السورة و في وسطها و في آخرها فعم الطرفين و الواسطة فهل هذا الحمد في هذه المراتب على السواء من كونه حمد سواء أو هو مختلف المراتب لاختلاف الطرفين و الوسط و أي المراتب أعلى فيه هل أحد الطرفين أو الوسط و لمن هو الحمد الأول من العالمين و الوسط و الآخر كل ذلك علم يعطيه اللّٰه العلماء بالله الذين يَخْشَوْنَهُ وَ لاٰ يَخْشَوْنَ أَحَداً إِلاَّ اللّٰهَ و فيه علم المراتب الملكية و البشرية و هل مراتبها على السواء أو أي المراتب أعلى هل مراتب البشر أو مراتب الملائكة أو لكل صنف منهما مراتب تعلو على مراتب الآخر و فيه علم جلب المنافع و هل المضار في طيها منافع أم لا و تعيين المنافع و فيه علم الاتباع في الإلهيات هل يتبع التابع فيها الذكر أو الفكر و فيه علم توحيد الإضافة لا توحيد الإطلاق و هل التوحيد توحيدان أم لا أعني توحيد الذات و توحيد الإله في الألوهة و بما ذا يدرك كل واحد من هذا التوحيد و فيه علم نسبة اللّٰه إلى الأشياء هل هي عين نسبة الأشياء إلى اللّٰه أو تختلف و فيه علم هل للشيء الواحد وجوه متعددة أو ليس للشيء الواحد سوى وجه واحد و ما يصدر عنه إذا كان بهذه المثابة و فيه علم الفرق بين الرمي الإلهي و الكوني و فيه علم الديمومة و فيه علم الاختلاس و ما حكمه في المختلس بكسر اللام و المختلس بفتح اللام اسم فاعل و اسم مفعول و إن الالتفات في الصلاة اختلاس يختلسه الشيطان من صلاة العبد و فيه علم ما للعالم من الخلق و فيه علم اجتماع خالقين على مخلوق واحد هل أعطى كل واحد منهما ما أعطى الآخر أم أحكامهما في خلقه مختلفة و فيما اختلفوا فيه من خلقه و فيما اجتمعوا و فيه علم الرفق بالجاهل في الحال و إمهاله ليرجع عن جهله و فيه علم النطق من الجاهل هل حكمه حكم نطق العالم في الإصابة و إن لم يعلم الجاهل المقام الذي منه نطق أم لا و أصابته التي يراها العالم خطأ فساوى العالم الجاهل في جهل المقام الذي منه نطق الجاهل و الفرق بين من يدري ذلك ممن لا يدريه من العلماء و ما حكم العالم الذي يعلم ذلك و فيه علم تأثير الواحد في الكثيرين من أين أثر مع أحديته و فيه علم الفصل و الوصل و فيه علم جمع الصفة للمختلفين بأي حقيقة تجمعهم و فيه علم الهداية إلى الضلال و فيه علم المواقف و القول و هل للرضى مواقف كما للقهر أم لا و كم مواقف القيامة و هل تنحصر مواقف أهل اللّٰه كمواقف النفري أم لا تنحصر أو تنحصر من وجه و لا تنحصر من وجه و لما ذا كان الوقوف و هل هو وقوف سكون أم لا يزال منتقلا في وقوفه و فيه علم الفرق بين أهل الإسلام و أهل الاستسلام و فيه علم طلب العلم من الكون و فيه علم ما يعطيه الاعتراف بالحق في أي موطن كان و هل هو نافع صاحبه بكل وجه أم لا و ما ينبغي أن يعترف به مما لا ينبغي أن يعترف به و فيه علم العلم النافع و فيه علم أدوات المعاني ما كان منها مركبا و غير مركب و فيه علم ما ينعم الإنسان و ما يعذبه و أنه ليس شيء من اللّٰه في أحد و فيه علم الخطوط و الحدود الإلهية و أنها موسومة لا تختلط و هي أعلم بمحالها من محالها بها فإن محالها معلومة لها و ليس هي معلومة المكان لمحالها و فيه علم النعم التي ترفع الآلام و الفرق بينها و بين النعم التي لا ترفع ألما و فيه علم الأنس بالمثل و هل يقع الأنس بالله لمن خلق على الصورة أو من حقيقة كونه على الصورة أنه لا يأنس بالله كما لا يأنس اللّٰه به و هل للعالم بجملته هذا الحكم أم لا و هل الإنسان الذي هو كالظل للحق حكمه حكم الإنسان الكامل الخليفة الذي هو جزء من ذلك الإنسان المشبه بالظل أم لا و فيه علم الالتذاذ بالنغم الواقعة بالأغيار هل هو من كمال الالتذاذ المطلوب أو هل هو نقص في المستلذ له و فيه علم النفس في قوله استفت قلبك و إن أفتاك المفتون فإن هنا لطفا

اسم الکتاب : الـفتوحات المکیة المؤلف : ابن عربي، محيي الدين    الجزء : 3  صفحة : 196
   ««الصفحة الأولى    «الصفحة السابقة
   الجزء :
الصفحة التالیة»    الصفحة الأخيرة»»   
   ««اول    «قبلی
   الجزء :
بعدی»    آخر»»   
صيغة PDF شهادة الفهرست