responsiveMenu
صيغة PDF شهادة الفهرست
   ««الصفحة الأولى    «الصفحة السابقة
   الجزء :
الصفحة التالیة»    الصفحة الأخيرة»»   
   ««اول    «قبلی
   الجزء :
بعدی»    آخر»»   
اسم الکتاب : الـفتوحات المکیة المؤلف : ابن عربي، محيي الدين    الجزء : 3  صفحة : 190

تجلى ذلك العلم له فيكون الحق خزانته و هو الحافظ له و المجلى له حتى بذكره هذا الناسي و إن لم يكن الأمر كذلك و إلا فليس بذاكر لما نسي بل هو متعلم علما جديدا مماثلا لعلمه الأول و إنما وقع التجديد في التجلي الذي أعطاه ذكر ما نسي و هي مسألة عجيبة في علم كون العبد نسي ربه في أوقات ما لشغله بنفسه أو بشيء من العالم ثم يتذكره و هذا المنسي الذي لا يقبل التجديد بل هو عينه فمن هنا تعرف علم ذكر ما نسيته و فيه علم البدا و هل يستحيل هذا الوصف على اللّٰه أم لا و من هنا أنكر من أنكر النسخ الإلهي في الأمور و الشرائع و قال بإنكاره خلق كثير كما قال بتقريره لا على جهة البدا خلق كثير و نحن سلكنا في علم النسخ طريقا بين طريقين فلم نقل بالبداء و لا نفينا النسخ و جعلناه انتهاء مدة الحكم في علم اللّٰه إذ لم يرد حكم من اللّٰه ذكر أنه مؤبد أو جار إلى أجل معين ثم رفعته قبل وصول ذلك الأجل فلهذا سلكنا هذه الطريقة فيه و فيه علم من ظهر في غير منزلته بصورة غيره حتى جعل نفسه مشقا أو مثلا لمن تلك صورته ليوقع اللبس ما حكم اللّٰه فيمن هذه صفته و ما نعته الذي ينبغي أن يطلق عليه و فيه علم الحكمة في الأمور التي تعطي التقديم و الأمور التي تعطي التأخير بحكم الجزم أو بحكم الاختيار و فيه علم منزلة المعتبرين اعتبارهم و من أين تطرق لهم هذا الزلل مع صحة الاعتبار في نفسه فإنه لا زلل فيه و إنما الزلل في المعتبرين و تميز طبقاتهم في ذلك و هو علم عزيز إذ ما كل معتبر يقيم الاعتبار في موضعه و هل المعتبر فيه بفتح الباء لما نصبه الحق هل نصبه لمجرد الاعتبار خاصة فلا يكون له قرار في نفسه إلا ما دام عبرة فإذا ارتفعت عنه صفة الاعتبار من العالم ارتفع وجوده أو هو مقرر في نفسه لا يزول سواء اعتبره المعتبر أو لم يعتبره أو زال الاعتبار من العالم كما يزول في الآخرة عند الإقامة في الدارين و فيه علم إنكار الجاهل على العالم من أين أنكر عليه هل من حضرة أو صفة وجودية في عينها أو عن تخيل لا وجود له من خارج في عين هبل في حضرة خيال المنكر فإن إنكار العالم على الجاهل ما ينكره الجاهل عليه ما هي صورته صورة إنكار الجاهل على العالم و إن اجتمعا في النكران و هل على الحقيقة في العالم ما ينكر أم لا و ما هو الإنكار و على ما هو حقيقة هل هو أمر وجودي أو نسبة و فيه علم التنافس من أين ظهر في العالم و لما ذا لا يظهر إلا في الجنس و هل التشبه بالإله من هذا القبيل فإن كان فما الجنس الجامع بين الخلق و الحق هل الصورة التي نالها الإنسان الكامل المخلوق عليها أو ما ينافس هذا الإنسان الجزئي إلا الإنسان الذي لم يزل يحفظ صورة الحق في نفسه الذي هو ظل له فيحب هذا الإنسان الجزئي أن ينال رتبة ذلك الإنسان الذي هو ظل الصورة الإلهية أو ليس صورة الحق إلا عين هذا الإنسان الذي عبرنا عنه بالظل و الحق روح تلك الصورة فيكون الحق ذا صورة و روح كما يتجلى في الآخرة فينكر و يعرف فإن اللّٰه ما ذكر ذلك التجلي سدى أعني في ذكر النبي ص له في هذه الحياة الدنيا فما ذكره إلا لينبه القلوب على طلب علم ذلك من اللّٰه و فيه علم خزائن الرحموت لا الرحمة و فيه علم الرحمة المستندة إلى إعطاء الإنعام و إلى المقام الذي به رفعت حكم الغضب الإلهي من العالم و إلى المقام الذي يكون منه خلق ما يصلح بالعالم و أعني بذلك كله عالم التكليف و من هذا المقام تكلم القائلون بوجوب مراعاة الأصلح في حق الحق و فيه علم الترقي في علم الأسباب هل ينتهي أو لا ينتهي و هل الترقي سبب فيرتقي فيه و به و فيه علم الفتن و الملاحم المعنوية و لمن تكون الغلبة فيها و الظهور و إلى حيث ينتهي أمر هذا الفتن و فيه علم تشبه العالم بالعالم و طبقاته فمن ذلك ما هو تشبه محمود كتشبه عالم التكليف منا بعالم التسبيح و هو كل شيء مسبح بحمد اللّٰه من العالم و كتشبه الإنسان بمن تقدمه في مكارم الأخلاق و منه ما هو تشبه مذموم و أما التشبه بالحق فذلك التشبه المطلوب عند أكثر أهل اللّٰه و أما عند نافلا يصح التشبه بالله و ما قال به من الحكماء إلا من لا معرفة له بالأمر على ما هو عليه في نفسه و فيه علم الفرق بين قوله تعالى ثُمَّ نُفِخَ فِيهِ أُخْرىٰ و بين قوله تعالى مٰا لَهٰا مِنْ فَوٰاقٍ فوحد و ثني فما محل التثنية من محل الإفراد أو كيف هو الأمر و فيه علم الخاتمة في الحال قبل كونها هل ذلك خاتمة في حق العالم بها أم لا و هل العلم بذلك من البشرى التي قال اللّٰه فيها لَهُمُ الْبُشْرىٰ فِي الْحَيٰاةِ أم لهذا صورة و للبشرى صورة أخرى

فإن النبي ص قد بشر جماعة بالجنة و عاشوا بعد ذلك زمانا طويلا بخلاف بشرى المحتضر و فيه علم القوة الحادثة و تجزئها في المحدثات و هل ثم محدث أخذها كلها أم لا يتصور ذلك و ما قدرها من القوة الإلهية هل جزء من كذا كذا جزءا منها أم لا

اسم الکتاب : الـفتوحات المکیة المؤلف : ابن عربي، محيي الدين    الجزء : 3  صفحة : 190
   ««الصفحة الأولى    «الصفحة السابقة
   الجزء :
الصفحة التالیة»    الصفحة الأخيرة»»   
   ««اول    «قبلی
   الجزء :
بعدی»    آخر»»   
صيغة PDF شهادة الفهرست