أبي محمّد عليه السّلام فدعاني من غير أن أستأذن،فلمّا دخلت و سلّمت قال لي:يا فلان كيف حالك؟ثمّ قال اقعد يا فلان،ثمّ سألني عن رجال و نساء أشتري لهم الحوائج من السوق،و كنت أدخل عليه من غير إذن إذا كان في الدار الرجال فدخلت يوما و هو في الدار و الرجال ليست عنده،فسمعت حركة في البيت و ناداني مكانك لا تبرح!فخرجت عليّ جارية معها شيء مغطّى ثمّ ناداني ادخل،فدخلت و نادى الجارية فرجعت و قال لها:اكشفي عمّا معك فكشفت عن غلام أبيض حسن الوجه،و كشف عن بطنه فإذا شعر نابت من لبته إلى سرّته أخضر ليس بأسود،فقال:
هذا صاحبكم ثمّ أمرها فحملته،فما رأيته بعد ذلك حتّى مضى أبو محمّد عليه السّلام فقال ضوء بن عليّ:فقلت للفارسي:كم كنت تقدّر له من السنين؟قال:سنتين،قال العبدي:قلت لضوء:كم تقدّر له الآن في وقتنا؟قال أربع عشرة سنة،قال أبو عليّ و أبو عبد اللّه و نحن نقدّر له الآن إحدى و عشرين سنة [1].
فإن المراد بأبي عليّ و أبي عبد اللّه ابنا عليّ بن إبراهيم اللذان حدّثا عليّ بن محمّد في سنة تسع و سبعين و مائتين.
و أمّا ما رواه الإقبال عن ابن عيّاش،عن أبي منصور العبدي،قال:«خرج من الناحية سنة اثنتين و خمسين و مائتين على يد الشيخ محمّد بن غالب الأصفهاني حين وفاة أبي رحمه اللّه و كنت حدث السنّ و كتبت أستأذن في زيارة مولانا أبي عبد اللّه عليه السّلام و زيارة الشهداء...إلخ» [2]فقال المجلسي:يحتمل أن يكون المراد بالناحية العسكري عليه السّلام.
قلت:بل هو المقطوع،فإنّه مع عدم قول أحد بكون مولده أقلّ من سنة أربع و لا ورود خبر به،إنّما كان قيامه عليه السّلام بالأمر بعد أبيه سنة ستّين.و يشهد لإطلاق «الناحية»على العسكري عليه السّلام أيضا أنّ المسعودي في الإثبات قال:روي أنّ أبا الحسن صاحب العسكر عليه السّلام احتجب عن كثير من الشيعة إلاّ عن عدد يسير من