اسم الکتاب : مفتاح العلوم المؤلف : السّكّاكي الجزء : 1 صفحة : 349
وكذا قوله : (إِنْ عُدْنا فِي
مِلَّتِكُمْ)[١] وقال تعالى : (إِلَّا امْرَأَتَهُ
كانَتْ مِنَ الْغابِرِينَ)[٢] وفي موضع آخر (وَكانَتْ مِنَ
الْقانِتِينَ)[٣] عدت الأنثى من الذكور ، بحكم التغليب ، وقال تعالى (وَإِذْ قُلْنا لِلْمَلائِكَةِ اسْجُدُوا
لِآدَمَ فَسَجَدُوا إِلَّا إِبْلِيسَ)[٤] عدّ إبليس من الملائكة بحكم التغليب عد الأنثى من
الذكور.
ومن هذا الباب
قوله تعالى : (بَلْ أَنْتُمْ قَوْمٌ
تَجْهَلُونَ)[٥] بتاء الخطاب ، غلب جانب (أنتم) على جانب (قوم) ، وكذا :
(وَما رَبُّكَ
بِغافِلٍ عَمَّا تَعْمَلُونَ)[٦] فيمن قرأ بتاء الخطاب أي : أنت يا محمد ، وجميع
المكلفين وغيرهم. وكذا : " يذرؤكم" في قوله تعالى (جَعَلَ لَكُمْ مِنْ أَنْفُسِكُمْ
أَزْواجاً وَمِنَ الْأَنْعامِ أَزْواجاً يَذْرَؤُكُمْ فِيهِ)[٧] خطابا شاملا للعقلاء والأنعام ، مغلبا فيه المخاطبون
على الغيّب ، والعقلاء على ما لا يعقل ، ومنه قولهم : أبوان للأب والأم ، وقمران ،
للقمر والشمس ، وخافقان ، للمغرب والمشرق.
وأما قوله
تعالى : (وَإِذا مَسَّ
الْإِنْسانَ ضُرٌّ)[٨] بلفظ : " إذا" مع" الضر" فللنظر
إلى لفظ المس ، وإلى تنكير الضر ، المفيد في المقام التوبيخي ، القصد إلى اليسير
من الضر ، وإلى الناس المستحقين أن يلحقهم كل ضرر ، وللتنبيه على أن مساس قدر يسير
من