اسم الکتاب : كتاب الإقتراح في علم أصول النحو المؤلف : السيوطي، جلال الدين الجزء : 1 صفحة : 176
الكتاب الخامس : فى
أدلة شتى
قال ابن
الأنبارى : اعلم أن أنواع الاستدلال كثيرة لا تحصر [١]
[من أنواع الاستدلال
: الاستدلال بالعكس]
منها :
الاستدلال بالعكس ، كأن يقول : لو كان نصب الظرف فى خبر المبتدأ بالخلاف لكان
ينبغى أن يكون الأول [أى المبتدأ] منصوبا ، لأن الخلاف لا يكون من واحد وإنما يكون
من اثنين ، فلو كان الخلاف موجبا للنصب فى الثانى لكان موجبا للنصب فى الأول ،
فلما لم يكن [الأول] منصوبا دل على أن الخلاف لا يكون موجبا للنصب فى الثانى [٢].
[١] انظر : لمع
الأدلة ص ١٢٧ ولقد أدرج الأنبارى الاستدلال بالتقسيم ، والاستدلال ببيان العلة ،
والاستدلال بالأصول تحت عنوان : «فى ذكر ما يلحق بالقياس».
[٢] فى هذه المسألة
يقول الكوفيون : «إن الظرف فى مثل : «زيد أمامك» منصوب بالخلاف ؛ وذلك لأن خبر
المبتدأ فى المعنى هو المبتدأ ؛ ألا ترى أنك إذا قلت «زيد قائم» كان قائم فى
المعنى هو زيد ، فإذا قلت : «زيد أمامك» لم يكن أمامك فى المعنى هو زيد ، كما كان قائم
فى المعنى هو زيد ، فلما كان مخالفا نصب على الخلاف ليفرقوا بينهما.
وأما البصريون فيقولون : إنه ينتصب بفعل
مقدر تقديره استقر ونحوه.
ومنهم من قال : إنه منتصب بتقدير اسم
فاعل أى مستقر أمامك.
وقالوا : إن الظرف انتصب بالعامل المقدر
لأن الأصل : «فى أمامك» ، لأن أسماء الأمكنة والأزمة يراد بها معنى «فى» ، وحرف
الجر لا بد له من شىء يتعلق به ؛ فلما حذف حرف الجر اتصل الفعل بالظرف فنصه ،
فالفعل الذى هو «استقر» مقدر مع الظرف ، كما هو مقدر مع الحرف».
اسم الکتاب : كتاب الإقتراح في علم أصول النحو المؤلف : السيوطي، جلال الدين الجزء : 1 صفحة : 176